الثورة – سومر الحنيش :
يشهد الدوري الممتاز لكرة القدم هذا الموسم، زيادة في عدد فرقه، بعد ارتفاع عدد الأندية المشاركة إلى (16) فريقاً، نتيجة إلغاء الهبوط في الموسم الماضي، واعتماد نتائج الدوري التأهيلي التي أضافت ناديي أمية وخان شيخون، إلى جانب صعود دمشق الأهلي (المجد سابقاً) والحرية، هذه التغييرات وضعت المسابقة أمام مرحلة جديدة، مليئة بالتساؤلات حول الشكل الأمثل للدوري، وسط ظروف تنظيمية معقدة، وتحديات ترتبط بالملاعب والروزنامة وتحضيرات المنتخبات.
تأخر في الانطلاقة
مع هذا العدد الكبير، عاد الحديث بقوة عن الشكل الأمثل للدوري، خاصة مع تأخر موعد بدايته، وازدحام جدول المنتخبين الأول والأولمبي في الأشهر المقبلة.
الخشية لا تقتصر على التنظيم فقط، فزيادة عدد الفرق تتبعه أمور كثيرة تنظيمية ولوجستية، من تأمين وتجهيز الملاعب، وطواقم الحكام وغيرها.
الموسم الماضي شهد (11) جولة فقط، أما الموسم المقبل، فيقترب من (30) مرحلة محتملة، كل ذلك يعني ضغطاً رهيباً على الملاعب السورية التي تعاني أصلاً من الإجهاد، وعلى اللاعبين الذين قد يجدون أنفسهم وسط برنامج خانق يتطلب قدرة بدنية مضاعفة.
تشير تسريبات من داخل اتحاد الكرة إلى رغبة الشركة الراعية في بث جميع مباريات الدوري عبر جدول جديد، يقوم على توزيع المواجهات بين الظهيرة والمساء، الساعة (2) ظهراً، ثم (5) عصراً، ثم (8) مساءً.
هذه الخطوة تهدف لرفع نسب المشاهدة، وإتاحة فرصة أكبر للجماهير، لمتابعة مختلف المباريات، دون تداخل في التوقيت.
شكل الدوري
قدّم الكابتن فراس معسعس، مدرب فريق الجيش، رؤية واضحة حول الشكل الأنسب للمسابقة، مستنداً إلى تجارب دول نجحت في تجاوز صعوبات مشابهة، وعلى رأسها التجربة اللبنانية، ويشرح المعسعس شكل الدوري الذي يفضله بقوله: “تلعب جميع الفرق مرحلة ذهاب واحدة فقط (15 مباراة لكل فريق) بعدها تُقسّم الأندية إلى مجموعتين، مجموعة الأوائل (8 فرق) تلعب ذهاباً وإياباً لتحديد البطل، ومجموعة الهبوط (8 فرق) تلعب بالطريقة نفسها لتحديد الهابطين إلى الدرجة الأولى.
ويعتبر المعسعس هذا النموذج الأمثل لواقع الدوري السوري في الظروف الحالية، لأنه يحقق توازناً بين الاحتفاظ بالمنافسة من جهة، وتقليل الضغط على الملاعب واللاعبين من جهة أخرى.
سلبيات وإيجابيات
لكل دوري سلبياته وإيجابياته، فالدوري الكلاسيكي يمنح البطولة عدالة أكبر، لأن الجميع يواجه الجميع بالعدد نفسه من المباريات، ويقدم مستوى فنياً أعلى، نتيجة كثرة المباريات وتنوع المنافسين، ويزيد المتابعة الجماهيرية، ويسهم في رفع مستوى الحكام واللاعبين واللعبة عموماً.
أما سلبياته فهو يتطلب تكاليف مالية مرتفعة، ويحتاج إلى ملاعب جاهزة وقدرة تنظيمية كبيرة، ويستهلك وقتاً أطول.
أما دوري المجموعات فيوفر الوقت بشكل كبير، ويقلل الضغط على الملاعب، ويخفض النفقات المالية على الأندية.
وأهم سلبياته أن المستوى الفني فيه أقل بسبب لعب عدد محدود من المباريات، وأثره السلبي المحتمل على جاهزية اللاعبين المحليين الذين يمثلون المنتخب، وعدالة المنافسة ليست مضمونة بالكامل بسبب اختلاف قوة المجموعات، وانخفاض المتابعة الجماهيرية مع هذا النوع من البطولات.
أي دوري نريد؟
يبقى الشكل النهائي للدوري السوري مرتبطاً بقرار اتحاد الكرة، لكن الثابت أن كل نظام يحمل إيجابيات وسلبيات، وأن الأندية مضطرة للتعامل مع الضغوط مهما كان القرار، فالكرة السورية تمر بمرحلة تحتاج إلى حلول عملية تضمن استمرارية اللعب، وتحقيق العدالة وحماية اللاعبين، وهو مثلث يصعب جمعه في وقت واحد، لكنه ليس مستحيلاً.