الثورة ــ شيرين الغاشي :
تتوجه الأنظار بدءاً من اليوم إلى بولونيا الإيطالية، حيث ستُقام المرحلة النهائية لبطولة كأس ديفيز (2025) من (18) حتى (23) تشرين الثاني الحالي، ثمانية منتخبات ستتواجه في هذا الحدث الذي يُعدّ من أبرز معالم التنس العالمي، حيث يتلاقى المجد الفردي مع الفخر الوطني في سباق لا يرحم.

تأسست كأس ديفيز في عام (1900) لتكون أكبر منافسة بين المنتخبات الوطنية في التنس، وعبر تاريخها الطويل، شهدت البطولة لحظات رياضية لا تُنسى، وأصبح الفوز بها حلماً يراود أفضل اللاعبين على مستوى العالم، واليوم وبعد أكثر من (120) عاماً، لم يخفت بريقها، بل تواصل البطولة تقديم أجواء مميزة من الإثارة والتحدي.
غياب سينر؟
وبينما يتجه الجميع إلى بولونيا، يلوح في الأفق تحدٍ كبير للمنتخب الإيطالي حامل اللقب في العامين الأخيرين، فالغياب المؤثر لاثنين من أبرز نجومه، يانيك سينر ولورنزو موزيتي، يضع الفريق في موقف صعب، وبينما كان الجميع يتوقع أن يتقدم الفريق الإيطالي مدعوماً بنجومه، يأتي قرار سينر، المصنف ثانياً عالمياً، بعدم المشاركة لأسباب تتعلق بالتحضير للموسم القادم، ليقلب الموازين. وقال سينر: “كان من الصعب اتخاذ هذا القرار، ولكنني أحتاج للتركيز على الموسم المقبل”.
أما موزيتي، المصنف تاسعاً عالمياً، فقد اختار عدم المشاركة أيضاً، بسبب مشكلات بدنية وعائلية، إذ ينتظر ولادة طفله الثاني، هذه الغيابات تلقي بظلال من الشك على قدرة المنتخب الإيطالي على الدفاع عن لقبه، رغم وجود لاعبين مثل فلافيو كوبولي المصنف (22) عالمياً، الذي سيقود الفريق في مواجهات صعبة.
ألكاراز وزفيريف حاضران
مع ذلك، فإنّ غياب بعض الأسماء لا يعني أن المنافسة ستتراجع، على العكس تماماً، تأتي البطولة في توقيت مثالي، مع حضور أسماء ضخمة، مثل الإسباني كارلوس ألكاراز، المصنف أول عالمياً، والألماني ألكسندر زفيريف، المصنف ثالثاً، بالتأكيد يعتزم كلّ من ألكاراز وزفيريف تثبيت مراكزهما العالمية، وتحسينها عبر تقديم عروض قوية، خصوصاً أن ألكاراز الذي نجح في الوصول إلى صدارة التصنيف، يظهر بعزيمة أكبر بعد موسم حافل، وقال: “تمثيل بلدي هو أحد أعظم الامتيازات بالنسبة لي، وأنا متحمس لتحقيق المزيد في هذه البطولة.”.
نظام البطولة
ورغم الإثارة المتوقعة، يواجه النظام الجديد للبطولة انتقادات كبيرة من بعض اللاعبين، زفيريف الذي عبّر عن استيائه من النظام الحالي، أشار إلى أن كأس ديفيز كانت أكثر إثارة عندما كانت تُلعب بنظام الذهاب والإياب. وأضاف: “اللعب في أجواء مشحونة، مثلما كان في الماضي في إسبانيا ضد نادال، يعطي البطولة طابعاً خاصاً. لكن النظام الحالي يبدو وكأنه مجرد عرض استعراضي” هذا التصريح يسلط الضوء على الخلافات الداخلية حول طريقة تنظيم البطولة، حيث يطالب بعض اللاعبين بإقامة المسابقة كل عامين أو ثلاثة، على غرار البطولات الكبرى الأخرى.
إيطاليا تحت الضغط
في ظل هذه المتغيرات، يعقد العديد من المراقبين آمالًا كبيرة على الفريق الإسباني بقيادة ألكاراز، الذي يعد من أبرز المرشحين للفوز، وأشار ألكاراز إلى أن تحديات كبيرة تنتظره، خاصة في مواجهة منتخبات مثل التشيك، التي تضم لاعبين مميزين، مثل ييري ليهيتشكا وياكوب منشيك، وقال: “أنا متحمس جداً لهذه البطولة، وأتمنى أن أتمكن من قيادة بلدي نحو الفوز بكأس ديفيس يوماً ما”.
إيطاليا، التي فازت بالكأس في عامي (2023 و2024) باتت في وضع صعب دون أبرز لاعبيها، لكن الأمل لا يزال موجوداً في الفريق بقيادة فلافيو كوبولي الذي سيحاول أن يحافظ على آمال الجماهير الإيطالية في العودة إلى منصات التتويج.
البطولة تحدٍّ للجميع
في النهاية، ستكون كأس ديفيز (2025) فرصة عظيمة لإعادة تعريف الروح الرياضية وحب التنافس، ورغم الغيابات والانتقادات، يظل هذا الحدث الرياضي واحداً من أهم البطولات في رياضة التنس، مع كل نقطة وكل ضربة إرسال، يتجدد الشغف، ويترقب الجميع لحظات من الإثارة لا تُنسى على أرض بولونيا.
هل ستكون إيطاليا قادرة على الدفاع عن لقبها وسط هذا التحدي الكبير؟ أم سيكتب التاريخ اسم بطل جديد في صفحات كأس ديفيز ؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستكون حاضرة، عندما يتواجه أفضل لاعبي التنس في العالم في منافسة ليست مجرد رياضة، بل احتفال حقيقي بالتنافس والصداقة الدولية.