الثورة – هلا ماشه:
أكد وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، خلال زيارته الرسمية الأولى إلى العاصمة الصينية بكين، رفض سوريا القاطع لأي نشاط قد يمس الأمن القومي الصيني انطلاقاً من الأراضي السورية، مشدداً على أن سوريا تولي أهمية خاصة للمخاوف الأمنية الصينية.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه بنظيره الصيني وانغ يي، يوم الاثنين 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، حيث تناول الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها.
وشدد البيان المشترك الصادر عن وزارتي الخارجية في البلدين على أهمية علاقة الصداقة التاريخية التي تجمع بين سوريا والصين، مؤكدين حرصهما على العمل المشترك للحفاظ على هذه العلاقات وتطويرها بما يتناسب مع مصالحهما المشتركة.
كما جرى التشديد على مبادئ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتعزيز التواصل والتشاور داخل المنظمات والمحافل الدولية.
وفي مجال التعاون الاقتصادي، أعرب الطرفان عن رغبتهما في دفع التعاون الاقتصادي والتنمية، وإعادة إعمار سوريا، وبناء القدرات، وتحسين ظروف الشعب السوري، كما أكدا على مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وتعزيز التنسيق والتعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، ولفت البيان إلى أهمية “منتدى التعاون الصيني-العربي” كرافعة لتعزيز التعاون بين الجانبين.
وجدد الشيباني خلال اللقاء التزامه بمبدأ “الصين الواحدة”، معترفاً بحكومة جمهورية الصين الشعبية كالحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين، وداعماً لكافة جهود بكين في الحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها، ومعارضاً لأي تدخل في الشؤون الداخلية الصينية.
كما أبدى اهتمامه بالمبادرات التنموية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، مثل مبادرة “الحزام والطريق”، داعياً إلى التعاون الإيجابي معها.
من جهته، أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، دعم بلاده الكامل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، معتبراً الحكومة السورية الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.
وأشاد بجهود الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب وتعزيز القانون، مشيراً إلى أن هضبة الجولان أرض سورية محتلة معترف بها دولياً، كما أكد على دعم الحوار السياسي في سوريا بقيادة الحكم الشرعي السوري، ورحب بمشاركة سوريا في مبادرة “الحزام والطريق”.
وخلال تصريحاته، عبر الشيباني عن تقدير سوريا للمواقف الصينية الداعمة لوحدتها وسيادتها، مشيداً بالتجربة التنموية الصينية التي تحقق الأمن والازدهار لمواطنيها، ومتطلعاً للاستفادة من هذه التجربة في جهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في سوريا.
واختُتم البيان المشترك بالتأكيد على مواصلة الحوار والعمل المشترك بين البلدين لتطوير وتحقيق المبادرات المشتركة التي تساهم في ازدهار وتنمية شعبي البلدين، بما يعكس روح التعاون الاستراتيجي والاحترام المتبادل.
يُذكر أن الشيباني كان قد قال في تصريحات سابقة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي إن سوريا أعادت تصحيح العلاقات مع الصين “التي كانت تقف سياسيًا إلى جانب نظام بشار الأسد البائد، وتستخدم الفيتو لصالحه”، وأكد أن سوريا “بحاجة إلى الصين في هذه المرحلة من أجل إعادة الإعمار”.
في السياق ذاته، نفى مصدر رسمي من وزارة الخارجية السورية، الإثنين، أخباراً متداولة حول اعتزام دمشق تسليم مقاتلين من الإيغور إلى الصين، وقال المصدر لوكالة الأنباء السورية (سانا): “لا صحة لما أوردته وكالة فرانس برس عن نية الحكومة السورية تسليم مقاتلين إلى الصين”.
وفي وقت سابق من الاثنين، نقلت “فرانس برس” عن مصدر حكومي سوري حسب زعمها، قوله إن دمشق تعتزم تسليم مقاتلين من أقلية الإيغور المسلمة إلى الصين.
تأتي هذه الزيارة في إطار سياسة سوريا الجديدة، بعد الإطاحة بالنظام المخلوع في أواخر عام 2024، حيث تسعى دمشق إلى تعزيز علاقاتها الدولية والانفتاح على دول العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وتجسد هذه الزيارة أهمية خاصة في تعزيز الشراكة بين سوريا والصين، وتعكس تحرك دمشق نحو بناء علاقات متوازنة ترتكز على مبدأ الأمن والتنمية، مع الالتزام بالقضايا الأمنية الحساسة، خاصة حماية مصالح الصين في المنطقة.