الثورة – ميساء العلي:
افتتحت هيئة التخطيط والإحصاء، اليوم، ورشة عمل حول منتجي ومستخدمي البيانات، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، بهدف تعزيز الشراكة بين الجهات المنتجة للبيانات ومستخدميها، وتحسين جودة المعلومات الإحصائية، لتكون أساساً لرسم السياسات واتخاذ القرارات التنموية المستنيرة في مختلف القطاعات.
وقال رئيس الهيئة أنس سليم، في كلمة ألقاها بافتتاح الورشة: ” نجتمع اليوم لنعمل معاً على تطوير وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة وشركائنا الوطنيين، من جهات حكومية وأكاديمية وبحثية، ومن جانب آخر شركائنا من المنظمات الدولية الداعمة والمستفيدة من البيانات الإحصائية”.
وأكد سليم أن استخدام البيانات لا ينحصر على الجهات العامة من وزارات ومؤسسات، فالقطاع الخاص وقطاع الأعمال بحاجة إلى بيانات وإحصاءات لاتخاذ القرارات في الاستثمار والتشغيل وتطوير الأعمال.
وأضاف: “لاتزال الفجوات قائمة في توافر البيانات في الوقت اللازم لتوافرها وجودتها، وهذه الفجوات تشكل تحديات مستمرة، لا سيّما من خلال تشتت مصادر إنتاج البيانات وعدم السماح بنشرها أو تداولها، مما جعل من الصعب الحصول على بيانات إحصائية سكانية واجتماعية موثوقة لاتخاذ قرارات مستنيرة”.
ولفت إلى أن العمل الإحصائي حلقة متكاملة تبدأ من المواطن الذي يدلي ببياناته ومدى وعيه بأهمية الرقم أو البيان الذي يعطيه.
نظام متطور
وأشار سليم إلى أن سوريا ورثت منن النظام المخلوع منظومة إحصائية مهملة، تعاني العديد من أوجه القصور والفجوات التي تجلت في ضعف البيانات عن القضايا الديمغرافية والسكانية، إذ لا تتوفر بيانات حول الهجرة والنزوح وعدد السكان وخصائصهم الكمية والنوعية، مما وضع الهيئة أمام تحديات جسام.
وأكد أن الهيئة سعت خلال فترة عملها إلى بذل كل الجهود اللازمة لمعالجة الممارسات السابقة وما خلفته من آثار سلبية على نظام العمل الإحصائي وجودته ومصداقيته، من خلال التواصل مع الشركاء الوطنيين للوصول إلى نظام إحصائي متطور.
وأوضح أن الورشة تهدف إلى رسم خارطة طريق تكون البيانات التكاملية محورها وأساس رسم السياسات والاستراتيجيات لصنع قرارات مستنيرة، لا سيما أن قيمة البيانات لا تكمن في جمعها فقط، بل في تحويلها إلى خطط عمل ملموسة.
وتابع: “تعاوننا المستمر مع الشركاء الدوليين من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها صندوق الأمم المتحدة للسكان، يعبر عن الثقة المتبادلة بين الطرفين، وتجسيداً لالتزامنا المشترك نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ما ينعكس إيجاباً على حياة الناس في مجتمعنا”.
تنمية مستدامة
من جانبه، قال بوشتا مرابط، النائب المقيم لممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا، إن هذه الورشة هي الأولى من نوعها بالتنسيق مع هيئة التخطيط والإحصاء، معرباً عن أمله في أن تسهم نتائجها في الأبحاث، وأن تحدث أثراً لوضع منظومة بيانات متكاملة لتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن البيانات هي العصب الحيوي في صنع القرارات في جميع المجالات، لا سيما الصحة والتعليم ودمج القضايا السكانية بالخطط المحلية.
ولفت مرابط إلى وجود فجوات في التواصل بين منتجي البيانات ومستخدميها، مؤكداً العمل على ردم تلك الفجوة وصياغة رؤية موحدة لاستخدام البيانات وتحسين جودتها للمنفعة العامة، معتبراً أن البيانات هي خارطة الطريق نحو التنمية المستدامة.
جلسات الورشة
قسمت الورشة إلى جلسات عدة، إذ تحدث مدير إدارة التخطيط في الهيئة رفعت حجازي، بالجلسة الأولى عن إنتاج البيانات ومعالجتها، مشيراً إلى أهمية البيانات الاجتماعية والاقتصادية والسكانية في إعداد التقارير الوطنية والتخطيط التنموي، لا سيما تقرير وأهداف التنمية المستدامة ومؤشراتها نموذجاً، والواقع والصعوبات والتحديات، ومقترحات التطوير لجهة إنتاج البيانات والتنسيق والتعاون مع الجهات الشريكة.
كما تحدث مدير الإحصاءات السكانية في الهيئة المهندس فهمي الفاعوري، عن الوضع الراهن لإنتاج البيانات السكانية والاجتماعية والاقتصادية الرسمية، ومنهجيات الجمع والمعالجة، وطرق عرضها ونشرها، والصعوبات والتحديات المتعلقة بها.
وفي الجلسة الثانية، قدمت وزارات الإدارة المحلية والصحة والاقتصاد والصناعة والتربية، إضافة إلى السجل المدني، نماذج من البيانات التسجيلية المنتجة من قبل الوزارة والهيئات الحكومية، وشرحوا أساليب إنتاج البيانات ومعالجتها من حيث الشمول والدورية، والبيانات والمؤشرات المنتجة، والجهات الشريكة والمستفيدة، والصعوبات والتحديات ومتطلبات التطوير.