الثورة – مريم إبراهيم:
أكد رئيس الجمعية السورية لأمراض الهضم، الدكتور ماجد شربك، في حديث لصحيفة “الثورة”، أن الجمعية تُعد من أقدم وأعرق الجمعيات العلمية في سوريا، مشيراً إلى دورها الفاعل في تطوير الواقع الطبي في مجال أمراض الهضم.
وأوضح الدكتور شربك أن الجمعية تضم نخبة من الأطباء المتخصصين من مختلف المحافظات السورية الذين يبذلون جهوداً كبيرة لتحسين مستوى الخدمات الطبية في هذا التخصص، مشيداً بالخبرات القيمة التي يقدمها الأعضاء، خصوصاً الأطباء الجدد الذين انضموا مؤخراً من شمال سوريا.
وأشار الدكتور شربك إلى أن الجمعية تسعى باستمرار إلى تبادل الخبرات العلمية مع أطباء من داخل وخارج سوريا، وهو ما يعكسه نجاح المؤتمر العلمي الـ36 لأمراض الهضم الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع نقابة الأطباء في سوريا، بمشاركة أكثر من 150 طبيباً متخصصاً.
تضمن المؤتمر أكثر من 50 محاضرة تناولت مواضيع حيوية مثل الأمراض الاستقلابية للكبد، التطورات الحديثة في التنظير الهضمي، الأمراض الفيروسية للكبد، الأمراض المعوية الالتهابية، وأمراض البنكرياس، بالإضافة إلى دور الجراحة التكميلية في علاج القنوات الصفراوية والتدخلات التنظيرية في علاج السمنة.
تقنيات جديدة في الخدمة الطبية
وأبرز الدكتور شربك أن المؤتمر يُعد حدثاً علمياً مهماً يجمع الأطباء والاختصاصيين سنوياً من داخل سوريا وخارجها لمواكبة آخر التطورات في مجالات التنظير الهضمي.
وكشف عن إدخال تقنيات جديدة في سوريا مثل استئصال رتوج المري عند الأطفال، استئصال الأورام عبر التنظير، وتنظير الطرق الصفراوية داخل الكبد، وهي تقنيات متطورة تسهم في رفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
وأشار رئيس الجمعية إلى أهمية تعزيز المحتوى العلمي للأطباء السوريين من خلال تبادل الخبرات مع الاختصاصيين الدوليين، وهو ما يعود بفائدة كبيرة على الممارس الطبي والمريض على حد سواء.
كما نوّه إلى ضرورة استمرار الجهود لتوسيع دائرة التعاون بين الأطباء السوريين مع نظرائهم في الخارج، بما يساهم في تحسين جودة الخدمات الطبية وزيادة فرص التفاعل والتواصل العلمي بين مختلف الأطراف.

الواقع الصعب للمستشفيات السورية
وفي حديثه عن الصعوبات التي تواجه عمل المستشفيات السورية، لفت الدكتور شربك إلى أن القطاع الصحي في سوريا يعاني من نقص في التجهيزات بسبب الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية جراء سنوات الحرب.
وأضاف أن المستشفيات، رغم امتلاكها كوادر طبية مؤهلة، إلا أنها بحاجة ماسة إلى تجديد الأجهزة الطبية وتوفير الإمكانيات المالية الكبيرة من أجل تحسين خدماتها، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب وقتاً طويلاً وجهوداً مستمرة.
تأهيل الكوادر الطبية وفتح آفاق جديدة
أما فيما يتعلق بتأهيل الكوادر الطبية، أكد الدكتور شربك أن الجمعية تواصل العمل على تدريب الأطباء الجدد في تخصص أمراض الهضم، من خلال برامج تأهيلية تهدف إلى تجهيزهم لدخول سوق العمل في سوريا.
وتعتبر الجمعية أن توفير بيئة ملائمة ومناسبة للأطباء الجدد هو أمر بالغ الأهمية، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الصحي.
وأشار إلى أن الجمعية تسعى إلى تحفيز الأطباء الشباب على البقاء في سوريا وعدم التفكير في الهجرة، من خلال تحسين بيئة العمل وتوفير فرص عمل واعدة تسهم في تطوير القطاع الصحي.
وأكد أن هناك تفاؤلاً بخصوص المستقبل الطبي في سوريا، حيث تواصل الجمعية جهودها لدعم الأطباء الشباب وتقديم فرص التدريب والتطوير التي تعزز من قدرتهم على تقديم أفضل الخدمات للمرضى.
رغم التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في سوريا، فإن الجمعية السورية لأمراض الهضم تواصل جهودها الحثيثة من أجل تطوير المهارات الطبية وتعزيز الخبرات المحلية، مع السعي لتحسين البنية التحتية للمستشفيات وتوفير أحدث التقنيات الطبية.