أثار البيان الأخير لشركة سيرياتيل الخاص بتبرير رفع أسعار الباقات الجديدة والخدمات موجةً واسعة من الانتقاد، إذ جاء محمّلاً بالحديث عن “تطوير الشبكة” و”تحسين الجودة”، لكنه تجاهل تماماً ما ينتظره المواطن من أجوبة حقيقية خاصة بالارتفاعات الكبيرة التي فاجأت الجميع. فالبيان، وعلى الرغم من لغته الهادئة، بدا منفصلاً عن الضائقة المعيشية التي يرزح تحتها المشترك السوري، والأدهى من ذلك أنّ الشركة تتصرف وكأن عملية “تحسين الجودة” لا يمكن أن تتم إلا من جيوب المواطنين! وكأن هذا الأمر تقليد إداري لا تحيد عنه، بل وربما تتفرّد به مقارنة بأي شركة أخرى في العالم!.
وتزداد المفارقة حين نتذكر أن وعود الشركة بتحسين مستوى الخدمة ليست جديدة، فقد تكرّرت على مدار سنوات، مع كل رفع للأسعار، دون أن يلمس المستخدم الفرق الموعود في السرعة أو التغطية.
إن سورية تحتاج بلا شك إلى بنية رقمية متطورة، لكن التطوير الحقيقي لا يقوم على أعباء إضافية تُلقى على كتف المواطن الذي يعاني أصلاً من ظروف معيشية قاسية. المطلوب مقاربة أكثر واقعية وشفافية، تعترف بحجم التحديات وتوازن بين حق الشركة في التطوير وحق الناس في خدمة عادلة، بعيداً عن رفع الأسعار وبعيداً عن بيانات إنشائية لا تحترم عقل المواطن ولا مشاعره.