الثورة – فؤاد العجيلي:
في مشهد يعكس تمسك المواطن الحلبي بتراثه الثقافي وشغفه للقراءة الورقية، ينتظر الشارع الحلبي بمختلف فئاته إعادة إصدار صحيفة الثورة بالنسخة الورقية، بعد أن تحولت منذ أكثر من خمس سنوات إلى النشر الإلكتروني حصراً.
في جولة ميدانية بشوارع حلب وأحيائها، برزت آراء عديدة متمسكة بإعادة الطباعة الورقية للصحيفة، فمن ساحة سعد الله الجابري إلى شارع بارون فباب الفرج، يؤكد المواطنون أن الإنترنت لا يعوض متعة الصحيفة الورقية.
يقول أحمد عبد السلام، موظف متقاعد: صفحات الصحيفة الورقية تتميز برائحة حبرها الذي أتنفسه مع نسمات الهواء العليل كل صباح، تلك هي ذكرياتي مع صحيفة الثورة منذ أكثر من خمسين عاماً، حيث شغفت بها وأنا في مقتبل العمر، ولكن في ظل التحول الرقمي توقفت الطباعة الورقية، وأملي الوحيد أن تعود هذه الصحيفة إلى الإصدار.

فجوة رقمية
تشير التربوية ليلى الحسين “50 عاماً” إلى مشكلة حقيقية تواجه شريحة كبيرة من المجتمع، إذ ليس كل الناس يمتلكون هواتف ذكية أو إنترنت مستقراً، لافتة إلى أن إلغاء النسخة الورقية حرم فئات عديدة من حقها في متابعة أخبار بلدها من مصدر موثوق.
ويضيف الطالب الجامعي مصطفى الفؤاد : حتى الشباب يفضلون القراءة من الورق أحياناً، نطالب بتوفير الخيارين معاً، الإلكتروني والورقي.
وتعلّق أم مهند “60 عاماً “: كنا ننتظر الصحيفة كل صباح، الآن نشعر بفراغ كبير، وكلما مررت من مركز المدينة أنظر إلى المكتبات التي كانت تبيع الصحف فأرى أصحابها يبيعون البسكويت والسكاكر، ولكن أملهم أن تعود الصحيفة إلى الصدور.
سليمان عبد الله – مدرس متقاعد، أشار إلى أن مدينة حلب كانت تحتضن أكثر من 50 مركزاً لبيع الصحف، سواء في مركز المدينة أو في الأحياء، وفي كل صباح كانت المقاهي منابر لقراءة الصحيفة الورقية والكتاب الورقي، أما اليوم فلم تعد رائحة الورق تملأ المكان، بل أصبحت الهواتف النقالة ترسل نغماتها في كل زمان ومكان.
في وقت يتجه فيه العالم نحو الرقمنة، يبقى الشارع الحلبي متمسكاً بتراثه الإعلامي، ومؤكداً أن التطور التقني يجب ألا يلغي الخيارات التقليدية التي تخدم شرائح واسعة من المجتمع.