الثورة – متابعة لينا شلهوب:
بدأت المؤسسة العامة للأعلاف تنفيذ خطة واسعة لاستلام محصول الذرة الصفراء من المزارعين للموسم الحالي، عبر افتتاح عدد من المراكز في محافظات حماة وحلب ودير الزور، وذلك في خطوة تعكس اهتمام الدولة بتأمين احتياجات الثروة الحيوانية ودعم الإنتاج الزراعي.

ويأتي هذا الإجراء في وقت يشهد فيه قطاع الزراعة تحديات متزايدة، ما يجعل توفير ممرات بيع آمنة ومضمونة للمزارعين أحد أهم عناصر الاستقرار الاقتصادي في الريف السوري.
أسعار محددة تراعي تكلفة الإنتاج
أشار مدير فرع المؤسسة في حلب المهندس مجد الحاج عمر، أنه منذ مطلع الموسم، عملت المؤسسة على وضع تعليمات تنفيذية واضحة لضمان تنظيم عملية الاستلام، وتسهيل إجراءات التسويق أمام المنتجين، كما حرصت على توفير المواد العلفية اللازمة للسوق المحلية، بالتوازي مع فتح باب تسلّم محصول الذرة الصفراء، الذي يشكّل مكوناً أساسياً في صناعة الأعلاف، ويعد من المحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية العالية.
وأشار الحاج عمر إلى أن مركز تل بلاط في ريف حلب تم اعتماده لاستلام المحصول وفق أسعار محددة تراعي تكلفة الإنتاج، وتشجّع المزارعين على توسيع رقعة زراعتهم، حيث حدد سعر الطن بـ 260 دولاراً للمادة المجففة آلياً، و240 دولاراً للمادة المجففة طبيعياً، كما تم تشكيل لجنتين، رئيسة وأخرى فرعية، لضمان انسيابية العمل ومراقبة جودة المادة المسلّمة، بمشاركة مندوبين من مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين.
وعلى أرض الواقع، تظهر آلية العمل في معمل أعلاف تل بلاط درجة عالية من التنظيم، فبحسب مدير المعمل المهندس محمد طالوستان، يبدأ استقبال الشاحنات عند البوابة الرئيسية، حيث تسحب عينة أولية للتأكد من توافقها مع المواصفات المطلوبة، ثم توزن السيارة قبل إدخالها إلى المستودع المخصص للاستلام، بعد ذلك تسحب عينة ممثلة لكامل الحمولة وتنقل إلى “الغرفة السرية” التي تجزّأ فيها العينة إلى قسمين متطابقين، أحدهما يحفظ لأغراض التوثيق، والآخر يرسل إلى غرفة التحليل النهائي التي تتولى تحديد جودة المادة ومطابقتها للمعايير الفنية.
ويؤكد طالوستان أن جميع الإجراءات تتم بصورة سريعة وسلسلة، ما يجنّب المزارعين عناء الانتظار ويضمن سير العملية دون أي تعقيدات، كذلك ترفق العيّنات بنتائج التحليل وكافة الثبوتيات المتعلقة بعملية التسليم، قبل رفعها إلى فرع المؤسسة في حلب لاستكمال الكشوف المالية وصرف مستحقات المزارعين بالسرعة الممكنة.
انعكاسات اقتصادية واجتماعية مهمة

يحمل هذا الإجراء جملة من الانعكاسات الإيجابية على المزارعين، حسب ما بينه الخبير الزراعي المهندس فواز العيد، سواء من حيث ضمان وجود جهة قادرة على شراء كامل المحصول، أو من خلال تثبيت أسعار تشجّع على الاستثمار في زراعة الذرة الصفراء التي تعد إحدى الزراعات الاستراتيجية للدورة الزراعية في عدد من المحافظات، كما يسهم فتح مراكز الاستلام في تقليص تكاليف النقل، خاصة مع اتساع المسافات التي تفصل المزارع عن أسواق التصريف الخاصة بالقطاع الخاص، إضافة إلى ذلك فإن سرعة إنجاز المعاملات وصرف قيم المحصول تمثل دعماً مباشراً للمنتجين، إذ تساعدهم على توفير السيولة اللازمة لتمويل الموسم الزراعي التالي، وتعزز قدرتهم على الاستمرار في العمل رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، كذلك ينعكس توفر الذرة الصفراء محلياً على قطاع الثروة الحيوانية عبر خفض تكاليف الأعلاف المستوردة، بما يسهم في استقرار أسعار المنتجات الحيوانية في الأسواق.
وينوه بأن مشروع استلام الذرة الصفراء يشكل خطوة استراتيجية تسهم في حماية الإنتاج المحلي ودعم المزارعين، وتحقيق توازن أكبر في سوق الأعلاف، بما يعزز الأمن الغذائي ويدعم دورة الإنتاج الزراعي والحيواني في البلاد.