اختلال ميزان المجتمع.. هل تلاشت الطبقة المتوسطة ؟

الثورة – راما نسريني:

عاشت الطبقة المتوسطة في السنوات الأخيرة على شفا حفرة الانهيار، نتيجة الأزمات الاقتصادية التي شهدتها البلاد، حاول فيها المواطنون التمسك بحبال النجاة، في محاولة لتفادي الانحدار إلى الطبقة الفقيرة. كما غيرت السنوات الماضية واقع المواطن البسيط، فقد أثرت بالضرورة على التجار وأصحاب المعامل والحِرَف على حد سواء، الذين خسروا محالهم وبضاعتهم، نتيجة للظروف القاسية التي غيرت طبقات المجتمع بالكامل، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، تجد أسواق المدينة القديمة اليوم شاهدةً على حال أصحابها، الذين أصابهم ما أصابها من دمار كبير، غيّر شكل حياتهم بالكامل.

العائلة كلها تعمل

تحتاج الأسرة المتوسطة اليوم، المؤلفة من خمسة أفراد مثلاً، لعمل ثلاثة منها على الأقل حتى تستطيع تأمين متطلبات العيش الدنيا، من مأكل ومشرب وملبس، الأمر الذي ساهم في تغيير صورة المجتمع النمطي، وبدأ جميع أفراده بالعمل في مختلف المجالات. سارة محمود تحدثت لـ “الثورة”، أنها تعمل في المنزل بخبز الحلويات، في محاولة منها لمساعدة زوجها بتأمين مصروف المنزل، بينما يعمل كلٌ من أبنائها في أعمال حرة مختلفة. ابنتها مريم في السنة الأخيرة بكلية الآداب تعمل في إعطاء الدروس الخصوصية للأطفال، بينما يعمل ابنها الأكبر بعامين في مركز طبي كموظف استقبال. وأضافت: نعمل أنا والأب لتأمين إيجار المنزل والمصاريف الأخرى، بينما يعمل الأولاد على تأمين مصاريفهم الشخصية، من مواصلات للجامعة ومصاريف للكتب والدراسة.

الانهيار الاقتصادي

بدوره، بيّن الخبير الاقتصادي خالد حاضري لـ “الثورة”، أن الانهيار الاقتصادي الذي شهدته البلاد، دفع ثمنه الجميع بلا استثناء، وكانت الطبقة المتوسطة أحد أكبر الضحايا.

إذ ساهمت عوامل أخرى عدة، تمثلت في البطالة وتسريح العمال نتيجة لإغلاق المعامل والورشات، وانهيار الليرة السورية أمام العملة الأجنبية، والعزلة الاقتصادية التي عاشتها البلاد في السنوات المنصرمة، في زيادة معدلات الفقر، وانحدار الطبقة المتوسطة إلى الطبقة الفقيرة وتراجع الأخيرة إلى المعدمة، تلك التي توسعت رقعتها في المجتمع مؤخراً. ولفت حاضري إلى أن العمل على إعادة التوازن لطبقات المجتمع، وإنعاش الاقتصاد وتحسين دخل الفرد، ما هو إلا عملية تحتاج لسنوات من العمل الدؤوب، كانت أولى مبشراتها رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد. تلك الخطوة الهامة التي ستساهم في دخول شركات عالمية والبدء بمشاريع كبيرة، من شأنها أن تؤمن فرص عمل عديدة تساهم في تخفيف البطالة على المدى القريب، وتحسين سعر صرف الليرة السورية ودعم الاقتصاد الوطني على المدى البعيد، على حد تعبيره.

وفي ختام حديثه أكد حاضري على أن عملية التعافي الاقتصادي هي عملية معقدة وطويلة الأمد، تحتاج لجهود كبيرة وصبر، وسنوات من العمل والاجتهاد حتى نشهد نهضة البلاد من جديد.

آخر الأخبار
السودان يثمّن دور السعودية وأميركا في دفع مسيرة السلام والتفاوض توليد الكهرباء بين طاقة الرياح والألواح الشمسية القطاع المصرفي.. تحديات وآفاق إعادة الإعمار الخارجية توقع مذكرة تعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز قدرات المعهد الدبلوماسي القبائل العربية في سوريا.. حصن الوحدة الوطنية وصمام أمانها  عدرا الصناعية.. قاطرة اقتصادية تنتقل من التعافي إلى التمكين نتنياهو في جنوب سوريا.. سعي لتكريس العدوان وضرب السلم الأهلي هيئة التخطيط والإحصاء لـ"الثورة": تنفيذ أول مسح إلكتروني في سوريا استلام الذرة الصفراء.. خطوة لدعم المزارعين وتعزيز الأمن العلفي تعرفة النقل بين التخفيض المرتقب والواقع المرهق.. قرار يحرّك الشارع بعد عام من الحراك الدبلوماسي.. زخم دولي لافت لدعم سوريا صحيفة الثورة السورية المطبوعة.. الشارع الحلبي ينتظر رائحة الورق حملة "دفا".. ليصبح الشتاء أكثر دفئاً استيراد السيارات المستعملة يتأرجح بين التقييد والتمديد من الماضــــي نستمد العبرة للحاضـــر اضطراب القلق المعمّم يهدّد التوازن النفسي.. وعلاجه ممكن بشروط اختلال ميزان المجتمع.. هل تلاشت الطبقة المتوسطة ؟ الزيتون.. موسم صعب بين الجفاف وقلة الدعم التلوث البيئي... صمت ينهش رئتي دمشق  رحلتان علميتان لتعزيز مهارات طلاب علوم الأغذية بجامعة حلب