الثورة – رسام محمد:

تواجه زراعة الزيتون في سوريا تحديات متراكمة، من الجفاف وتراجع معدلات الأمطار، إلى الخسائر الكبيرة في أعداد الأشجار نتيجة القطع والحرائق، إضافة إلى ظاهرة “المعاومة” التي تجعل الإنتاج غير مستقر من عام لآخر.
وعلى الرغم من هذه الضغوط التي تهدد أحد أهم المحاصيل في البلاد، يبرز تحد آخر يتمثل في قلة الدعم الحكومي المباشر للزيتون، في وقت تركز فيه السياسة الزراعية على دعم القمح باعتباره أولوية استراتيجية في معادلة الأمن الغذائي.
ومع انخفاض الإنتاج، شهدت أسعار زيت الزيتون تقلبات واضحة هذا العام، إذ تراجعت بدايةً إلى نحو 700 ألف ليرة للصفيحة، قبل أن تعود إلى الارتفاع تدريجياً لتصل إلى نحو مليون و400 ألف ليرة.
تراجع الإنتاج

مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة المهندسة عبير جوهر، قالت لصحيفة “الثورة”، إن تراجع الإنتاج يعود إلى عوامل متعددة، أبرزها قطع أكثر من مليون شجرة في ريفي إدلب وحماة، إضافة إلى ظاهرة “المعاومة” التي تتصف بها شجرة الزيتون، حيث يكون الإنتاج مرتفعاً في عام ومنخفضاً في العام الذي يليه، وهذه السنة “معاومة”.
وأضافت أن العوامل المناخية وتراجع معدلات هطول الأمطار أثّرت سلبياً على كميات الإنتاج، ولمواجهة هذا النقص أعلنت الوزارة عن خطة لتوزيع 200 ألف غرسة زيتون في محافظة إدلب بالتعاون مع منظمة “أكساد”، إلى جانب العمل على تأهيل المشاتل التابعة للوزارة لإنتاج غراس الزيتون.
الجودة والمياه
ولضمان جودة زيت الزيتون، تعمل الوزارة مع جهات معنية مثل وزارتي الاقتصاد والصناعة لضمان جودة الزيت، وتم إصدار “دليل عمل المعاصر” والتوصية باعتماده كمواصفة قياسية سورية بهدف تطبيق الاشتراطات الصحيحة أثناء التصنيع وتحديد النقاط الحرجة التي تؤثر على جودة المنتج النهائي.
كما تسعى الوزارة، بحسب جوهر، ومن خلال مديرية دعم الإنتاج الزراعي، إلى توفير قروض للمزارعين لتشجيعهم على التحول إلى أنظمة الري الحديثة، بهدف مواجهة أزمة نقص المياه.
ونفت جوهر وجود أصناف مقاومة كلياً للجفاف، بل “متحملة” له، لافتة إلى أن الأصناف المزروعة حالياً في سوريا متحملة للجفاف وتتميز بقدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية وجودة إنتاجها، ولهذا لا تشجع الوزارة على زراعة أصناف دخيلة تستهلك كميات كبيرة من المياه.
أولويات

وحول أسباب قلة الدعم الحكومي المباشر لمحصول الزيتون، أوضحت جوهر أن ذلك يعود إلى تركيز الوزارة حالياً على إعادة بناء القطاع الزراعي وزيادة المساحات المزروعة بالقمح، كونه محصولاً استراتيجياً، معتبرة أن تقديم 200 ألف غرسة وتأهيل المشاتل يمثل جزءاً من الدعم المتاح.
ويقدر إنتاج الزيتون للموسم الحالي بنحو 412 ألف طن، وهو ما يمثل تراجعاً بنسبة تتجاوز 45 بالمئة مقارنة بالموسم السابق، في حين يقدر إنتاج زيت الزيتون لهذا الموسم بنحو 66 ألف طن.
وعلى الرغم من التحديات السابقة، تسعى وزارة الزراعة إلى وضع استراتيجية لتصدير الفائض من إنتاج زيت الزيتون، للاستفادة من ارتفاع الأسعار العالمية وتوفير دخل إضافي للمزارعين.