الثورة – جودي يوسف:
أعلنت في أنقرة، أمس الثلاثاء، أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، سيزور تركيا، الأربعاء بعد زيارة لإسبانيا الثلاثاء، لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. كما أكد مسؤول أوكراني لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” أن الهدف الأساسي من زيارة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إلى أنقرة هو إعادة إشراك الولايات المتحدة في جهود السلام، مشيراً إلى أن زيلينسكي سيعقد خلال الزيارة اجتماعاً مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. ويأتي ذلك بعد سلسلة لقاءات تمهيدية أجراها وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي التقى يومي 10 و11 تشرين الثاني/نوفمبر في واشنطن المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ونائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، حيث تم خلال اللقاءات بحث آخر مستجدات الحرب الروسية-الأوكرانية وسبل استئناف المفاوضات الرامية لإنهائها.
كما قد التقى فيدان في 12 تشرين الثاني/نوفمبر في أنقرة بأمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، رستم عمروف، حيث بحثا معًا استئناف المحادثات مع روسيا، التي استضافت تركيا خلالها ثلاث جولات مفاوضات في إسطنبول أسفرت عن اتفاقات لتبادل الأسرى ووثائق بشأن وقف إطلاق النار.
وقد أوضح عمروف عبر منصة “تلغرام” أنه أجرى محادثات في تركيا والإمارات لاستئناف عملية تبادل الأسرى مع روسيا، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تفعيل محادثات إسطنبول لإطلاق سراح نحو 1200 أوكراني.
وأضاف أن مشاورات فنية ستُعقد قريباً لتحديد جميع التفاصيل الإجرائية والتنظيمية، بهدف ضمان عودة الأسرى إلى منازلهم قبل احتفالات رأس السنة والميلاد. ويأتي هذا المسعى التركي بعد أكثر من ثلاث سنوات من أول مفاوضات مباشرة عُقدت في إسطنبول في 22 آذار/مارس 2022، أي بعد أقل من شهر على اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية في 24 شباط/فبراير من العام ذاته.
وفي 16 أيار/مايو الماضي، عُقدت أول جولة مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف في إسطنبول، وأسفرت عن اتفاق على تبادل ألف سجين من كل جانب، إضافة إلى تقاسم شروط وقف إطلاق النار، وتم تبادل الأسرى العسكريين بين الطرفين. وبعد ذلك، جرت الجولة الثانية في 2 حزيران/يونيو، حيث شهدت أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية الحرب، شملت الجنود المصابين والجرحى، بالإضافة إلى جميع الأسرى الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، فيما تعهد الجانب الروسي بإعادة جثث 6000 جندي أوكراني. كما تم خلال الجولة مناقشة وقف إطلاق النار مؤقتاً في بعض أجزاء الجبهة لتسهيل تسليم الجثث. وفي 23 تموز/يوليو، عُقدت الجولة الثالثة من المفاوضات، وركزت على مسودات مذكرات التفاهم التي قدمها الجانبان في الجولة السابقة لتحديد شروط وقف إطلاق النار وإحلال السلام، دون الإعلان عن أي تقدم ملموس. وأشار وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في تصريحات حديثة، إلى أن الحرب الروسية-الأوكرانية وصلت إلى أقرب نقطة للتوقف، لافتاً إلى أن الطرفين يركزان على تدمير البنى التحتية للنقل والطاقة. وأضاف فيدان أن التكلفة الإنسانية والسياسية للحرب أصبحت ضخمة وغير قابلة للسيطرة، معرباً عن ثقته بأن طاولة السلام ستُقام في تركيا قريباً.