الثورة – شيرين الغاشي:
افتتاح مثير لمرحلة ربع نهائي كأس ديفيز، حيث سجلت بلجيكا أولى مفاجآت الأدوار الإقصائية، بفوزها على فرنسا بنتيجة (2-0)
فقد تحوّل ملعب بولونيا الإيطالي إلى مسرح لعرضٍ بلجيكي خالص، جمع بين الصلابة الذهنية وروح التحدي، وإشعال الطريق نحو نصف النهائي، حيث أثبت فيها الجيل البلجيكي الجديد أنه يمتلك الشخصية اللازمة للوقوف على أهم المنصات.
البداية جاءت مع رافائيل كولينون الذي وجد نفسه متأخراً بمجموعة خسرها (2-6 )أمام كورنتن موتيه، قبل أن يقلب السيناريو بفضل تماسكه واستغلاله الانهيار المفاجئ لمنافسه الذي وقع في سلسلة من الأخطاء المزدوجة خلال اللحظات الحاسمة، ما فتح الطريق أمام كولينون لفرض إيقاعه وإكمال العودة المذهلة حتى خط النهاية، ثم دخل زيزو بيرجس ليحسم الليلة البلجيكية بأداء يليق بلاعب يعرف قيمة التفاصيل الصغيرة؛ فاز في المجموعة الأولى على آرثر ريندركنيش (6-3) وواجه اختباراً صعباً في المجموعة الثانية حين اهتز للحظة وهو يقف على نقطة الفوز، قبل أن يستعيد صلابته في الشوط الفاصل ويحسمه (7-6) و (7-4) بضربة أمامية واثقة، أعلنت عبور بلجيكا إلى نصف النهائي، وعمّقت جراح المنتخب الفرنسي، الذي ظل عاجزاً عن قلب الموازين أمام فريق لعب بروح جماعية وثقة متزايدة في كل نقطة.
وفي الوقت الذي احتفلت فيه بلجيكا، تلقّت إسبانيا ضربة موجعة قبل مواجهتها مع التشيك، بعدما أعلن المصنف الأول عالمياً كارلوس ألكاراز انسحابه رسمياً من البطولة، بسبب وذمة وإجهاد شديد في أوتار الركبة اليمنى، إثر إصابته في نهائي بطولة الـATP الختامية أمام يانيك سينر.
وأكد الاتحاد الإسباني أن الفحوصات الطبية أظهرت حاجته للعودة فوراً إلى إسبانيا لبدء فترة التعافي، ليختم ألكاراز عام (2025) وفي رصيده (8) ألقاب، بينها لقبان من البطولات الأربع الكبرى. وبانسحاب ألكاراز، خسر كأس ديفيز اسماً كبيراً آخر بعد انسحاب الثنائي الإيطالي يانيك سينر ولورنتسو موزيتي، ليبقى الألماني ألكسندر زفيريف اللاعب الوحيد من بين العشرة الأوائل الحاضرين في البطولة.
وفي ظل هذه الغيابات، فتح مدير عام الاتحاد الدولي لكرة المضرب البريطاني روس هاتشينز النقاش حول مستقبل البطولة، متحدثاً عن احتمال تعديل إقامة البطولة من كل عامين إلى كل أربعة أعوام، نظراً لازدحام الجدول الزمني، وضرورة مشاركة اللاعبين في المزيد من البطولات. وأكد هاتشينز أنه بدأ التشاور مع كبار اللاعبين لمعرفة وجهات نظرهم، مشدداً على أن ظهور مسابقات فرق جديدة مثل: كأس يونايتد وهوبمان وليفر، لا يقلل من قيمة كأس ديفيز، والتي ما تزال المسابقة الرئيسية للفرق في التنس، بفضل تاريخها وأهميتها ووضعها المرموق في الرياضة العالمية.