الثورة – هلا ماشه:
انطلق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، إلى الولايات المتحدة في زيارة عمل رسمية، تعد الأولى منذ سبع سنوات، بهدف توثيق وتعزيز العلاقات مع واشنطن في مجالات: الأمن، والاقتصاد، والتكنولوجيا، وسط توقعات كبيرة للاتفاق على عدد من الشراكات الاستراتيجية.
تأتي هذه الزيارة بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، واستجابةً لدعوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

يحمل اللقاء الذي سيُعقد في البيت الأبيض رسالة تعزيز العلاقات الثنائية والشراكات الاقتصادية والأمنية بين البلدين.
وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه ولي العهد السعودي في البيت الأبيض، قال ترامب: إن الرئيس السوري أحمد الشرع شخص قوي وسوريا ستحقق تقدماً عظيماً.
وتشمل أجندة الزيارة اجتماعاً في المكتب البيضاوي وعشاءً رسمياً، يليه في اليوم التالي منتدى الأعمال السعودي-الأميركي الذي يُنظم في مركز “جون إف كينيدي” لفنون الأداء بحضور نحو 400 من كبار التنفيذيين في الشركات الأميركية والسعودية.
هذا المنتدى يعكس عمق التعاون الاقتصادي بين البلدين ويأتي في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين السعودية وأميركا 500 مليار دولار خلال الفترة من 2013 إلى 2024، مع صادرات سعودية غير نفطية تزيد على 82 مليار دولار في العام الماضي فقط.
تعمل السعودية والولايات المتحدة على توسيع آفاق الشراكة الاقتصادية لتصل إلى 600 مليار دولار، من بينها اتفاقيات بقيمة تزيد على 300 مليار دولار، جرى الإعلان عنها أثناء زيارة الرئيس ترامب إلى الرياض، في حين يعتزم ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي إتمام المرحلة الثانية من بقية الاتفاقيات لرفعها إلى تريليون دولار. حيث تشمل الاتفاقيات مجالات: الطاقة المتجددة، التعدين، الذكاء الاصطناعي، والصناعات التقنية. إضافةً إلى توقيع اتفاقيات مهمة في الدفاع، تشمل شراء مقاتلات F-35، وتعزيز التعاون في أمن الطيران والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب مذكرات تفاهم في قطاع الصحة والتقنية.
يمثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي إحدى الركائز الاقتصادية في هذه الشراكة، حيث يركز على استثمارات تبلغ نحو 40% من محفظته في السوق الأميركية، ما يدل على الثقة الكبيرة في الاقتصاد الأميركي والتكنولوجيا المتقدمة خصوصاً في مجالات الذكاء الاصطناعي.
الرئيس ترامب أشاد خلال مؤتمراته، في وقت سابق، بولي العهد واصفاً إياه بأنه شاب ذو رؤية واضحة ويحظى باحترام دولي، مؤكداً على الصداقة القوية بين القيادتين، كما أشار إلى حرص السعودية على دعم إنهاء الأزمة في أوكرانيا، ما يعكس أبعاداً سياسية واستراتيجية إضافية لهذه الزيارة.
تشكل زيارة الأمير محمد بن سلمان محوراً حيوياً لتعزيز أوجه التعاون بين الرياض وواشنطن، وتدعم “رؤية السعودية 2030” من خلال توطين الصناعات، ودعم المحتوى المحلي، وتوفير فرص عمل.
هذه الشراكة الاقتصادية والأمنية المتنامية تعكس التزام البلدين برؤية مستقبلية مشتركة للنمو والاستقرار الإقليمي والدولي.