الثورة – جودي يوسف:
بحث وزير الإعلام، الدكتور حمزة المصطفى، مع السفير السعودي في دمشق، فيصل بن سعود المجفل، سبل الارتقاء بالعلاقات الإعلامية بين سوريا والمملكة العربية السعودية، بما يشمل تبادل الخبرات وتوسيع مجالات العمل المشترك.
وأكد الوزير المصطفى اليوم الثلاثاء، خلال اللقاء عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين، مشيداً بالمواقف الإيجابية للمملكة وما تحمله من تقدير واحترام لدى السوريين، وقد استعرض مسار إعادة هيكلة قطاع الإعلام في سوريا، موضحاً أنه يمر بمرحلة “تفكيك وإعادة بناء متوازية” نظراً لعدم قابلية البنية القديمة للاستمرار، لافتاً إلى اعتماد النموذج السعودي كأحد النماذج المدروسة في عملية التطوير.
كما أشار معاليه إلى الجهود المبذولة للحدّ من خطاب الكراهية والتضليل، وإعادة صياغة الصورة الذهنية عن سوريا، إلى جانب توسع الإنتاج الدرامي، وتوطين المحتوى الإعلامي، واستقبال آلاف الوفود الإعلامية الأجنبية ضمن سياسة الانفتاح الإعلامي.
ونوه المصطفى بنجاح تجربة المملكة في تطبيق “رؤية 2030” بوصفها نموذجاً حداثياً ناجحاً، مؤكداً تطلع سوريا إلى صياغة رؤيتها الوطنية بالاستفادة من الخبرات والشراكات مع الجانب السعودي.
من جانبه، نقل السفير السعودي، المجفل، توجيهات القيادة السعودية بفتح أبواب التعاون أمام سوريا، مؤكداً استعداد بلاده لدعم وزارة الإعلام وتقديم المساندة التقنية والتنظيمية، في ظلّ رؤية سعودية متجددة تجاه فرص الاستثمار والتنمية في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
واتفق الجانبان على تعزيز العمل العربي المشترك، وتوسيع التنسيق في الإعلام الرقمي وبرامج التدريب وتطوير المؤسسات.
يأتي هذا اللقاء في سياق سلسلة اجتماعات نشطة بين الجانبين السوري والسعودي.
ففي 28 سبتمبر/أيلول 2025، زار وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، مقر وكالة الأنباء السعودية “واس” في الرياض، حيث التقى رئيس الهيئة، عبدالله بن فهد الحسين، وبحث الجانبان آليات توثيق التعاون بين “سانا” و”واس” وتعزيز الحضور الإعلامي العربي المشترك، كما زار الوزير مركز التواصل الحكومي في وزارة الإعلام السعودية، واطلع على المشاريع والمبادرات الرقمية وبرامج تأهيل الكوادر الإعلامية.
وتأتي هذه اللقاءات امتداداً لحراك دبلوماسي متصاعد بين البلدين، حيث شهدت السعودية خلال الأشهر الماضية استقبال عدد من الوزراء السوريين، في إطار دعمها المعلن للحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، ومساندتها لمسار الاستقرار والتنمية في سوريا.
وفي سياق متصل، كان الوزير المصطفى قد التقى في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 السفير الأردني الجديد في دمشق، سفيان سليمان القضاة، وبحثا آفاق التعاون الإعلامي بين البلدين. وتمّ خلال اللقاء التأكيد على أهمية مواجهة حملات التضليل، والتنسيق في الفعاليات الإعلامية والتقنية، بما في ذلك التحضير للمؤتمر الأردني–السوري لتقنيات المعلومات والاتصالات.
كما أشاد السفير القضاة بزيارة الرئيس السوري الأخيرة إلى واشنطن، واصفاً إياها بـ”المهمة والناجحة”، ومؤكداً أهمية الإعلام في بناء سردية تستند إلى الحقائق وتواجه المحتوى الإسرائيلي الذي يستهدف المنطقة.
فهذا الحراك يمثل انفتاحاً دبلوماسياً متقدماً يعكس توجهات واضحة نحو تعزيز التعاون العربي وتطوير قنوات التواصل بين سوريا ودول الجوار.