الثورة – جودي يوسف:
حددت وزارة الزراعة السورية الشروط الواجب توافرها للحصول على “القرض الحسن” من دون فوائد، المخصص لدعم زراعة القمح، وذلك في إطار جهودها لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي.
وأوضحت دائرة الإعلام في وزارة الزراعة، أن القرض “عيني” وينبغي على المزارعين الراغبين بالاستفادة منه تقديم وثيقة رسمية تثبت حيازة الأرض وصلاحيتها للزراعة، وهي وثيقة التنظيم الزراعي المعتمدة أساساً لمنح القرض.
وأشارت إلى أنه في حال تعذر توفير هذه الوثيقة، يُقبل بدلاً منها “الكشف الحسي” الصادر عن مديرية الزراعة المعنية بعد تأكد لجنة الكشف من صلاحية الأرض للزراعة، ويُطلب من المزارعين الذين يتقدمون بوثيقة “الكشف الحسي” تقديم كفالة من كفيلين يتمتعان بملاءة مالية مقبولة لدى المصرف الزراعي التعاوني أو كفالة عقارية بدلاً منها. كما سيلتزم المتقدمون بتوقيع عقد قرض عيني مع المصرف الزراعي يتضمن تعهداً بتقديم بيانات صحيحة ودقيقة والتعاون مع لجان الكشف والمتابعة لضمان تنفيذ شروط القرض.
وأشارت الدائرة إلى أن برنامج “القرض الحسن” يُنفذ بالتعاون مع المصرف ويشمل جميع المناطق وفق المعايير المحددة من حيث توافر مصادر الري ومناطق الاستقرار المطري.
ووفقاً لدائرة الإعلام، يشمل القرض مواد عينية من بذور القمح والأسمدة، ويتم توزيعها حسب حجم المساحة المزروعة، وتبدأ مرحلة تنفيذ البرنامج منذ تاريخ الإعلان وحتى موسم الحصاد، وتبلغ المساحة الموضوعة قيد التنفيذ 300 ألف هكتار بهدف دعم المزارعين وزيادة الإنتاج الذي من المتوقع أن يتجاوز مليون طن من القمح، بما يسهم في تأمين جزء من احتياجات سوريا من هذا المحصول الاستراتيجي.
وأكدت دائرة الإعلام أن سداد قيمة المواد المستلمة من بذور وسماد يتم نقداً بعد انتهاء موسم الحصاد وفق الأسعار المحددة من الوزارة، مع تطبيق الإجراءات القانونية المنصوص عليها في العقد في حال التأخر عن السداد.
كما تمّ تشكيل لجنة متخصصة لدراسة الجدوى الزراعية والاقتصادية ومتابعة تنفيذ المشروع منذ التسجيل وحتى الحصاد لضمان الالتزام بالشروط والمعايير الزراعية.
وأوضحت الدائرة أنه سيكون هناك جولات ميدانية لضمان حسن سير المشروع وتقديم الإرشادات الزراعية بما يحقق إنتاجاً وفيراً، مبينة أن التسجيل للاستفادة من القرض يستمر من يوم 17 إلى 27 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي عبر الدوائر الزراعية والوحدات الإرشادية بالمحافظات.
وسبق أن أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن سوريا تشهد هذا العام أسوأ موسم زراعي منذ ستة عقود، في ظلّ جفاف غير مسبوق يهدد الأمن الغذائي لأكثر من 16 مليون شخص في البلاد. وتضررت مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالقمح، ما دفع السلطات إلى دق ناقوس الخطر بشأن تراجع الإنتاج المحلي واللجوء مجدداً إلى الاستيراد.
وأفادت “الفاو” بأن قرابة 2.5 مليون هكتار من الأراضي المزروعة بالقمح تضررت نتيجة للظروف المناخية القاسية التي وُصفت بأنها “الأسوأ منذ نحو 60 عاماً”، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت مساعدة ممثل المنظمة في سوريا، هيا أبو عساف: إن هذه الظروف أثرت على نحو 75 بالمئة من الأراضي المزروعة والمراعي الطبيعية المستخدمة في الإنتاج الحيواني. وأضافت أبو عساف أن القمح البعل تعرض لتلف بنسبة تصل إلى 95بالمئة ، في حين من المتوقع أن يسجل القمح المروي انخفاضاً في الإنتاج يتراوح بين 30 و40بالمئة مقارنة بالمواسم الاعتيادية.
ويعكس مشروع “القرض الحسن” جهود الدولة لتعزيز الإنتاج الزراعي ودعم المزارعين، بهدف التخفيف من آثار الجفاف وتحقيق الأمن الغذائي لسوريا في موسم زراعي استثنائي وصعب.