الثورة – راما نسريني:
شهد سوق خان الشونة اليوم افتتاح معرض سيدات الأعمال في حلب، الفعالية تمت برعاية غرفة تجارة حلب، وشهد الافتتاح وفداً من الزوار من مكتب الشؤون السياسية ومكتب الشؤون الاجتماعية، ومن محافظة حلب أيضاً، إضافةً لزيارة من قبل بعض أعضاء من الوفد التركي، للاطلاع على التراث الحلبي.

المعرض شهد مشاركات عديدة من مختلف الجمعيات، وفتح المجال للعديد من السيدات لعرض منتجاتهن من أعمال حرفية ومنتجات إبداعية ، استطعن من خلاله إبراز مواهبهن أمام الشارع الحلبي.

مواهب متميزة
شاركت في الفعالية العديد من المواهب الشابة ذات الأفكار الإبداعية، كان أحدها فريق “أرمغان” الذي يعمل على إنتاج هدايا من الأحجار الطبيعية، مستوحاة من فكرة لوحات الفسيفساء الجدارية.
أسماء محبّك أحد أعضاء الفريق تحدثت
لـ”الثورة”، أن الفريق انطلق في محاولة لحماية المهنة من الاندثار منذ سنتين، إذ كما هو معروف أن لوحات الفسيفساء هي لوحات جدارية وأرضية، لكن الفريق استطاع تحويلها إلى منتجات يستطيع أي شخص إهداءها لأحبائه و أقربائه.
وأضافت : ومن هنا جاءت فكرة اسم الفريق “أرمغان” والتي تعني الهدية التي يقدمها المسافر، مشيرةً إلى أن الفريق مكون من أربعة أفراد، هم: مؤسس الفريق محمد غزال، وأسماء محبّك، خولة محوّك وانجي فلاحة ، اجتمعوا جميعاً على حب هذا الفن والسعي الدؤوب لإيصاله لكل الناس.

وكان من ضمن الجمعيات المشاركة أيضاً جمعية صليب لإعانة الأرمن. تبين معاونة رئيسة الجمعية سونا ديربورسيان لـ “الثورة”، أن الفعالية اليوم تعتبر خطوة هامة جداً لتسليط الضوء على تراث حلب العريق، لذلك تشارك الجمعية اليوم ببعض المنتجات اليدوية المصنوعة من قِبل أعضاء الجمعية، من أعمال على المخرز وأعمال الصوف اليدوي، كما خصصت الجمعية ركناً خاصاً بالمأكولات الشهيرة بالمطبخ الأرمني.

روعة زكور إحدى المشاركات في الفعالية اليوم، أوضحت أنها تعمل في بيع الطعام المنزلي و تحضير المؤونة منذ 25 عاماً، وهي لا تمتلك مكاناً خاصاً للعمل، و إنما تعمل من المنزل، الذي أصبح يُشكل معملاً صغيراً، بعد أن قامت إحدى الجمعيات بتقديم المساعدة لها، عن طريق منحها فرناً خاصاً وعجانة، يساعدانها في خبز وعجن الكعك اليدوي، الأمر الذي شكّل علامة فارقة في مسار مهنتها، وساعدها على إنتاج وبيع كميات أكبر.
وأضافت: ” عملي يُؤمن لي دخلاً جيداً، ولو كان بسيطاً، لكنه يساعدني في إعالة إسرتي ومساعدة زوجي في مصاريف المنزل.

دعماً لحملة “حلب ست الكل”
بدورها، أوضحت عبير فارس من الشؤون السياسية لـ “الثورة”، أن الفعالية اليوم خاصة بالأنامل الحلبية، لتسليط الضوء على أعمالهن الفنية الرائعة، وهي مستمرة لمدة تسعة أيام، سيعود ريعها لصالح “حملة حلب ست الكل” لإعادة إعمار مدينة حلب.
و نوهت فارس بأن الفكرة بدأت برغبة أهالي حلب بالمشاركة في الحملة، والمشاركة في إعادة إعمار المدارس والمنازل في المدينة، ومن هنا تم التخطيط للمهرجان.

وأضافت: “بدأنا بالتجهيز للمعرض قبل أسبوع فقط، واستطعنا أن ننعش السوق الذي شهد دماراً كبيراً وحرقاً لمعظم محاله”، مؤكدةً أن هذا السوق ستبقى أبوابه مفتوحة أمام كل الراغبين في المشاركة بالفعالية والمعارض القادمة.
تصوير: حسان كنجو