الثورة – عدي جضعان :
تصدر مقطع مصور للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مواقع التواصل الاجتماعي بعد حديثه عن الرئيس السوري، أحمد الشرع، أثناء اجتماعه بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في البيت الأبيض أمس الثلاثاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر، ما فتح باباً واسعاً للتفاعل.
وجاء في المقطع المصور لترامب قوله: “تواصل معي ولي العهد السعودي وطلب رفع العقوبات عن سوريا لرغبته في رؤية البلاد تعود للوقوف من جديد، وقد حضر قائد سوريا، أحمد الشرع، إلى هنا والتقيت به في اجتماع إيجابي”.
وقال ترامب في مواصلة حديثه: إن الرئيس الشرع “رجل قوي، وسوريا تحتاج رجلاً بهذه القوة”، موضحاً أن العقوبات “رُفعت بالفعل بطلب من ولي العهد السعودي، وأيضاً بعد اتصال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي شدد على أن استمرار العقوبات يعني غياب الأمل عن سوريا”.
ونشر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، عبر منصة “إكس” بياناً قال فيه: “زيارة الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى البيت الأبيض تُعد محطة تاريخية ونقطة تحول في مسار الشرق الأوسط، وفي انتقال سوريا من العزلة إلى بوابة الشراكة.
تشرفت بمرافقته خلال الزيارة، التي جعلته أول رئيس سوري يزور الولايات المتحدة منذ استقلالها عام 1946”.
وأشار باراك إلى أن ترامب أعلن في 13 أيار/مايو رفع جميع العقوبات الأميركية عن سوريا “لمنحها فرصة حقيقية”.
وأوضح أن الاجتماع الذي عُقد هذا الأسبوع كان “ودياً وموضوعياً”، واتفق خلاله ترامب والشرع على أن المرحلة الحالية تتطلب “استبدال القطيعة بالتواصل”.
وأضاف البيان أن نائب الرئيس، ج. د. فانس، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والمبعوث الخاص، ستيف ويتكوف، ووزير الدفاع، بيت هيغسيث، ورئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، حضروا الاجتماع الذي شهد التزام الشرع بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.
واختتم باراك بالقول: إن دمشق ستسهم بفاعلية في “تفكيك فلول داعش، والحرس الثوري الإيراني، وحماس، وحزب الله، وغيرها من الشبكات الإرهابية”، مؤكداً أنها ستكون “شريكاً ملتزماً في الجهود الدولية لإرساء السلام”.
وأضاف باراك في بيانه: “في جلسة ثلاثية محورية جمعت وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ووزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وضعنا الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة من الإطار الأميركي-التركي-السوري، وشملت هذه المرحلة دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في البنية الاقتصادية والدفاعية والمدنية السورية الجديدة، وإعادة تعريف العلاقات بين تركيا وسوريا وإسرائيل، وتعزيز التفاهمات التي تدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إضافة إلى بحث قضايا الحدود اللبنانية”.
وأشار باراك إلى أن الدور الذي تؤديه تركيا “يستحق تقديراً خاصاً، بوصفه نموذجاً للدبلوماسية الهادئة التي تبني الجسور حيث كانت الحواجز قائمة”.
وأضاف أن التحالف الموسع بين قطر والسعودية وتركيا، والداعم لعودة الدولة السورية إلى محيطها الإقليمي “كان بمثابة عنصر حاسم في إعادة التوازن للمنطقة بكل مكوناتها القبلية والدينية والثقافية”.
وختم بالقول: “الشرق الأوسط فسيفساء معقدة من ثقافات وديانات وتقاليد متعددة، وسوريا جزء مركزي من هذه الفسيفساء. وعلى هذه الأرض التي جمعت شعوباً مختلفة عبر قرون، يتشكل اليوم وعد جديد باستعادة الاستقرار.
وفي هذا التداخل الدقيق بين الهويات والتحديات تكمن إمكانية تجديد المنطقة بأسرها”.
وكان السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، قد تحدث في وقت سابق عن كواليس زيارة الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، إلى البيت الأبيض ولقائه بالرئيس، دونالد ترامب، وهي الزيارة التي رافقه فيها الأسبوع الماضي.