الثورة – عبد الحميد غانم
انطلقت مساء الخميس، فعاليات الدورة 11 من معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات “سيريا هايتك”، على أرض مدينة المعارض في دمشق، بمشاركة 233 شركة محلية وعربية ودولية، تعرض أحدث تقانات المعلوماتية والمدن الذكية والحكومة الإلكترونية والدفع الإلكتروني، إضافة إلى النظم والبرمجيات والتطبيقات الحديثة في مجالات الاتصالات والذكاء الاصطناعي.
شارك في افتتاح المعرض، إلى جانب وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، وزيرا المالية والسياحة ومعاون وزير الداخلية، وذلك بحضور وفد أردني كبير من رجال الأعمال برئاسة وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، ورئيس البعثة الأوروبية ودبلوماسيين من سفارات عربية وأوروبية، إضافة إلى فعاليات اقتصادية.

شراكة سورية- أردنية
قال وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل، خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني سامي سميرات :إن للشركات الأردنية دوراً محورياً في دعم قطاع الاتصالات السوري، معتبراً أن التعاون الحالي بين البلدين يمثل “عودة إلى الحالة الطبيعية” للعلاقات الوثيقة التي تجمعهما.
وأشار الوزير هيكل إلى أن الوفد الأردني الذي يشارك في المعرض يضم نحو 80 شركة، ما يدل على حجم التعاون الاقتصادي المنشود.

وأوضح أن الفعاليات شملت إقامة “المنطقة السورية- الأردنية” للشركات التقنية، الهادفة إلى جمع شركات من البلدين لإقامة شراكات مستدامة.
ولفت إلى أن هذه الشراكات مصممة لتلبية الاحتياجات الوطنية والأولويات السورية الراهنة، لا سيما في مجالات التحول الرقمي وخدمات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشاد الوزير هيكل بالتجربة “المميزة” للأردن في قطاع تكنولوجيا المعلومات، مشيراً إلى وجود شركات أردنية ذات حضور إقليمي وعالمي.
وأكد إمكانية البناء على “الإرث المشترك” بين البلدين اجتماعياً وحضارياً وثقافياً، معتبراً أن الأردن “يشبهنا من نواحٍ عدة”، خصوصاً في اعتماده على الكوادر الوطنية.
كما سلط الضوء على كفاءة الكوادر السورية التي “أثبتت نفسها داخل البلد وفي الهجرات القسرية”، مشيداً بدور الأردن في احتضان الكفاءات السورية والإنجازات التي حققوها هناك.
وأضاف أن هذا التعاون والبناء المشترك نحو المستقبل هو “الأمر الطبيعي” بين البلدين، بما يعزز المشهد الإيجابي لعلاقات شقيقة مدعّمة بشراكات اقتصادية وتقنية واعدة تخدم مصلحة البلدين والشعبين.

مستقبل واعد
من جهته، أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني سامي سميرات، عمق العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، منوهاً بالتحول الإيجابي الذي شهدته العلاقات الثنائية منذ التحرير وعودة سوريا إلى حضنها العربي.
وأعرب سميرات عن “غبطة وسعادة كبيرتين” بوجوده “بين أهله في سوريا الشقيقة”، موضحاً أن توجيهات القيادة في المملكة الأردنية الهاشمية، وبمباركة من الملك عبدالله الثاني، كانت منذ اليوم الأول للتحرير، “بالانفتاح على الأشقاء في سوريا ودعمهم بكل ما أوتينا من قوة”.
وأشار سميرات إلى أن هذا التوجه تمثل في “دعم لوجستي ومعلوماتي وتبادل خبرات”، مذكّراً بزيارة الرئيس أحمد الشرع، إلى الأردن، وتوقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في شهر أيار الماضي لإعادة فتح جميع العلاقات والعودة إلى العلاقة العضوية التي لطالما جمعت البلدين.
وأوضح أن زيارته الحالية إلى دمشق، على رأس وفد رسمي كبير يضم حوالي 80 شركة أردنية من القطاع الخاص، جاءت “لعقد شراكات مع نظيراتها السورية”، بهدف المساهمة في عملية التحول الرقمي وإعمار سوريا، معرباً عن تفاؤله بالتعاون الاقتصادي بين القطاع الخاص في البلدين.
وأشار إلى أن الملتقى الأردني- السوري شهد إقبالاً كبيراً يدل على “الاهتمام المشترك” من قبل الشركات في كلا البلدين، مؤكداً أن العلاقات بين عمّان ودمشق ستشهد، من خلال التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، نجاحاً كبيراً ومستقبلاً واعداً.

منتدى تقني مشترك
وأفادت مديرة المعرض هالة شربجي بأن “سيريا هايتك”، الذي يقام برعاية وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، يشارك فيه 233 شركة تقدّم خدماتها في قطاعات تكنولوجية متعددة، بعضها يشارك للمرة الأولى، وتمثل هذه الشركات 10 دول: سوريا ولبنان والأردن وقطر والسعودية ومصر وبريطانيا وتركيا والإمارات وسلطنة عُمان.
ولفتت إلى أن المعرض يتضمن، إلى جانب المشاركات المحلية والدولية، عدداً من الفعاليات المرافقة، من بينها المنتدى التقني السوري–الأردني، الذي ينعقد برعاية وحضور وزير الاتصالات وتقانة المعلومات ووزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، بمشاركة نخبة من الخبراء ورواد الأعمال وشخصيات رفيعة المستوى من البلدين.
كما تشمل الفعاليات عدداً من المحاضرات التخصصية في مجالات متعددة، تبدأ اليوم وتستمر حتى نهاية المعرض.
