الثورة – جودي يوسف:
نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، تصريحات عبر بودكاست منصة “أبو علي إكسبرس”، في خطوة تهدف إلى تقديم خلفية وتوضيح بعد جولته أمس إلى المنطقة العازلة في سوريا.
وأكد نتنياهو خلال حديثه على التزام إسرائيل بحماية حدودها وتعزيز أمن المنطقة، مشيراً إلى محادثته الأخيرة مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي جدد دعم الولايات المتحدة للتفوق العسكري الإسرائيلي، خصوصاً فيما يتعلق ببيع طائرات “F-35” للسعودية، بينما شدد على معارضته القاطعة لأي صفقة مماثلة مع تركيا، مؤكداً أن احتمال تزويد تركيا بهذه الطائرات “بعيد جداً إن وجد أصلاً”.
وفيما يخص العلاقات مع سوريا، أكد نتنياهو أن سوريا لديها مصلحة كبيرة في التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، مشدداً على أن مبادئ حماية حدود الدولة وحلفائها ستظل قائمة سواء تم الاتفاق أو لا، وأن أي ترتيبات لمنع الاحتكاك ستعود بالنفع على الطرفين.
وأضاف أن زيارته الأخيرة لسوريا هدفها التأكد من منع أي تهديدات محتملة على الحدود، وحماية المدنيين.
وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني ومسار العلاقات العربية، أشار نتنياهو إلى أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في الوقت الراهن، حتى مع تقدم مسار التقارب العربي مع السعودية، معبراً عن تفاؤله حول فرص التقارب الإقليمي، قائلاً: “ليس كل ما يُقال علناً يُقال خلف الكواليس”. كما شدد على أن مرحلة القتال المكثف في الحرب قد انتهت، لكنه لم يستبعد العودة لأي جبهة إذا دعت الضرورة، مع إبراز خطة عشرية لبناء قدرة تسليحية مستقلة، تقلل الاعتماد على أي طرف دولي.
وعن غزة، أوضح نتنياهو أن قرار الدخول إلى المدينة أسهم في تحرير الرهائن، وأن معبر رفح سيُفتح بعد استكمال إعادة جثث الضحايا، داعياً مصر للسماح لسكان القطاع بمغادرة غزة.
كما كشف عن هدف استراتيجي لتجنيد 17,000 شاب من المجتمع الحريدي خلال ثلاث سنوات ضمن الجيش الإسرائيلي، وأوضح أنه سيزور نيويورك قريباً رغم محاولات بعض الجهات المحلية عرقلة الزيارة.
وتُعتبر منصة “أبو علي إكسبرس” (بالعبرية: אבו עלי אקספרס) قناة إسرائيلية تغطي الشؤون العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك “تيليغرام” و”تويتر”، بالإضافة إلى موقعها الإلكتروني.
أُسست المنصة لأول مرة على “فيسبوك” عام 2018، ثم انتقلت إلى “تيليغرام” بعد إزالة الصفحة، وافتتحت لاحقاً حسابين على “تويتر” باللغتين العبرية والإنجليزية، ونمت شعبيتها لتصل إلى أكثر من 100 ألف متابع خلال عامين، ما أعطى الانطباع بأنها تمثل جزءاً من المجتمع العربي الإسرائيلي.
تُدار القناة بواسطة جلعاد كوهين، وهو إسرائيلي عمل سابقاً مع جيش الدفاع الإسرائيلي في عمليات “الحرب النفسية” على وسائل التواصل، وكان مستشاراً عسكرياً في هذا المجال.
ويُنظر إلى المنصة من قبل بعض المراقبين على أنها “أداة نفسية” أو “منصة دعائية”، نظراً لارتباطها بالاستخبارات.
وتثير هوية “أبو علي” المستعارة تساؤلات حول حياد القناة، حيث يرى بعض الخبراء أن الاسم العربي المستخدم بطريقة عبرية يحمل طابعاً تهكمياً أو رمزياً ضد “الشيعة”، لتقديم محتوى يبدو عربياً بينما ينعكس عليه منظور إسرائيلي.
وخلال الحروب السابقة، مثل حرب غزة، كانت المنصة من المصادر السريعة لنشر الأخبار والتحليلات، الأمر الذي عزز من مكانتها كمنصة مؤثرة ضمن المشهد الرقمي الإخباري العربي-الإسرائيلي.