الثورة – سهيلة اسماعيل:

في حي بابا عمرو، جنوب مركز مدينة حمص، يجد السكان أنفسهم بين خيارين، أحلاهما مرّ، فإما العودة إلى منازل هجروها مرغمين خلال سنوات الثورة، وتحمّل تبعات الحرب من تدمير وتخريب طال كافة خدمات البنية التحتية، أو البقاء بعيدين عن ديارهم في المخيمات والبلدان التي نزحوا إليها.
” الثورة ” رصدت أهم مطالب السكان العائدين إلى منازلهم، وكانت البداية مع مختار الحي عبد الغفار صبوح، إذ أوضح أن نسبة العائدين من مجمل الأهالي الذين هُجّروا من منازلهم بلغت حتى الآن ٦٠ بالمئة، وهم يعانون نقصاً حاداً في خدمات البنية التحتية من مياه الشرب والكهرباء والاتصالات وخدمات الصرف الصحي ومدارس لا تستوعب الطلاب في مختلف المراحل التعليمية.
ضعف العدد
ويتساءل: هل من المعقول أن تستوعب قاعة صفية مخصصة لحوالي ٣٠ تلميذاً ضعف العدد أو أكثر، بسبب عدم ترميم وتأهيل المدارس المدمرة تدميراً كاملاً أو جزئياً.
ولفت مختار الحي إلى أن المدارس الموجودة تفتقد للتجهيزات من مقاعد وطاولات، كما يحتاج سكان الحي لتأهيل المركز الصحي الموجود في الحيّ، فهو بحاجة ماسة لكادر طبي وتجهيزات حديثة ليتمكن من تقديم الرعاية الصحية المطلوبة للأهالي.

الحاجة لغاطسة ومضخّة
من جهة ثانية، بيّن المختار أن جمعية “البنيان المرصوص” حفرت بئراً ارتوازية في حديقة بجانب المؤسسة للتخفيف من أزمة المياه، لكن حتى الآن لم يتم تركيب غاطسة ومضخة للبئر ليستفيد منها السكان.!
بالإضافة إلى ضرورة تأهيل الحدائق، فهي متنفس لسكان الحي ولا يكلف تأهيلها كثيراً.
من جانبه، أكد المواطن أمين عمرو أن مياه الصرف الصحي اجتاحت منزله وأصبح الوضع لا يُحتمل، وهو لا يملك أجرة منزل في حي آخر، في ظل الوضع الاقتصادي الراهن وما يشهده من ارتفاع أجور المنازل.
وأشار إلى أنه تقدم مع عدد من جيرانه بشكوى إلى شركة الصرف الصحي وإلى الجهات المعنية كافة، لكن لم يتم التجاوب مع شكواهم وبقي الحال على ماهو عليه.
نقص مياه الشرب
وقال المواطن أحمد اللوز: تتم تغذية الحي بمياه الشرب كل يومين، ولا يتزامن وصل المياه مع تغذية الحي بالتيار الكهربائي، لذلك لا يستطيع كلّ السكان الاستفادة من المياه عند وصلها، ولاسيما من يقطنون في الطوابق العليا، ولا يتمكنون من شراء مياه من الصهاريج بسبب ارتفاع أسعارها وعدم موثوقية مصدرها.
كما ذكر مواطن آخر أن طرقات الحي مليئة بالحفر وهي بحاجة للتعبيد والتزفيت، لأنها تشكل عائقاً للمارة والسيارات ولاسيما مع حلول فصل الشتاء، والأرصفة كذلك تحتاج لإعادة تأهيل وترميم.
