الثورة أون لاين – ناصر منذر :
لاقى مشهد سقوط الرئيس الأميركي جو بايدن ثلاث مرات متتالية على سلّم طائرته الرئاسية ، الكثير من التعليقات الساخرة داخل المجتمع الأميركي ، حتى إن بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي اتهموا ساخرين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه قد وضع قشرة موز على درج الطائرة كي يسقط بايدن ، ولكن هذه التعليقات تشير في الحقيقة إلى التشكيك بصحة بايدن الجسدية ومدى أهليته للحكم ، وسقوط بايدن على سلم الطائرة يوازي زلات لسانه المتكررة التي تثير الشكوك أيضاً حول مدى سلامة صحته العقلية ، فهو معروف بزلات لسانه الكثيرة ، وهو سبق أن قال عن نفسه بأنه ” آلة زلات”، وهذا لا يناسب شخصية رئيس أقوى دولة في العالم ، تضطلع بمسؤوليات ومهام قيادية لها تأثير كبير على مسألة السلام والأمن الدوليين .
سبق لترامب وأن اتهم بايدن أنه مضطرب عقلياً ، وكان دائماً يصفه بـ ” جو النعسان” ، ربما لإبعاد شبهة الاضطراب العقلي عنه ، فكلاهما متشابهان بهذه العلة المرضية ، لكن المؤكد أن بايدن ، وكما سقط عدة مرات على سلم الطائرة ، ويكثر من زلات لسانه ، أنه سقط في امتحان الدبلوماسية والأخلاق ، ويكرر ذات الحماقات السياسية التي ارتكبها سلفه ترامب ، والسياسة الخارجية التي تنتهجها إدارته اليوم أكبر دليل على ذلك ، هو حاول منذ توليه الحكم إظهار نفسه على أنه محب للسلام ، وكاره للحروب ، ومؤمن بسياسة الحوار والاحترام المتبادل بين الدول ، وزعم أنه سيعمل على محو وصمة العار التي خلفتها سياسة ترامب ، ولكنه سقط في أول اختبار عملي غداة تسلمه مفاتيح البيت الأبيض ، وهذا كان واضحاً من خلال نزعته العدائية التي حدد على أساسها مسار نهجه المتغطرس تجاه الكثير من الدول الرافضة لسياسة الهيمنة الأميركية .
في سورية على سبيل المثال ، لم يتعظ بايدن من سياسة فشل إدارة أوباما ، وكان نائباً له حينذاك ، ولم يصغ لنصائح عدد من المسؤولين الأميركيين ممن كان لهم دور كبير في رسم خرائط الحرب الإرهابية ، أمثال جيفري فيلتمان وروبرت فورد ، بأن يغير نهج التعاطي مع هذه الحرب بسبب الفشل الأميركي في تحقيق أي نتائج ملموسة عبر إدارتين متتاليتين ” أوباما وترامب” ، وإنما أصر على إعادة إنتاج هذا الفشل مجدداً (أمر بشن عدوان غادر على دير الزور – يسارع الخطى لإعادة إحياء داعش – يكثف الدعم لذراعه الإرهابي “قسد” – يعزز قواعد بلاده الاحتلالية – يضاعف من سرقة النفط السوري – يستنسخ ” قيصر” العدائي – يرفض سحب قواته المحتلة – يصوب سهامه المسمومة على مسار الحل السياسي) ، أليس هذا ضرباً من الجنون والحماقات ، ويعكس الارتباك السياسي الحاصل لدى بايدن وإدارته ؟.
العالم كله تابع اليوم كيف خرج بايدن عن كل الأعراف الدبلوماسية التي تحكم مسار العلاقات الدولية ، عندما وجه اتهاماً باطلاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفه زوراً بـ “القاتل” ، ألا يعتبر ذلك حماقة سياسية ؟، ويدل على مدى التخبط الأميركي في ظل مخاوف واشنطن المتصاعدة من قرب تلاشي دورها القيادي في العالم ، فما معنى أن يرد الرئيس بوتين بتمنياته الشفاء والصحة لبايدن ، أليس هذا غمزاً من الحالة الصحية والعقلية للرئيس الأميركي الجديد ؟، وهجومه الحاد على روسيا بهذا السلوك العدواني ، هل يدل على صدق ادعاءاته بانتهاج سياسة الحوار لحل الأزمات بين الدول؟، بكل تأكيد هو يكذب ، وهذا سقوط أخلاقي .
الأمر ذاته لا يختلف تجاه التصعيد ضد إيران على خلفية برنامجها النووي السلمي ، كل وعوده السابقة بالعودة للاتفاق ثبت زيفها وكذبها ، والشروط التي يضعها هي فقط لإيجاد مخرج يبرر من خلاله نكث عهوده ، وهذا يصب أيضا في إطار الحماقات التي يعتلي بايدن أعلى قمتها ، وماذا أيضا عن الصين ، وتشبثه بذات السياسة العدائية التي بدأها سلفه ترامب ؟، وكذلك الأمر بالنسبة لسياساته الداعمة للإرهاب والتطرف في المنطقة ، وتمسكه بنهج العقوبات الظالمة على شعوبها ، ومواصلة دعمه لجرائم الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني ، ألا تعتبر كل هذه السياسات العدائية سقوطاً مدوياً لأقنعة بايدن المزيفة
