الثورة: أسماء الفريح
مع بدء اجتماعات وزراء خارجية مجموعة “بريكس” في البرازيل لتنسيق رد مشترك على الرسوم الجمركية الأميركية, حثت الصين دول المجموعة على معارضة جميع أشكال الحمائية والتمسك بالنظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد.
وزير الخارجية الصيني وانغ يي أكد في تصريحات خلال اليوم الأول من اجتماعات “بريكس” في ريودي جانيرو وفق ما أوردت “شينخوا” التزام بلاده بالتمسك بالتعددية وقواعد التجارة متعددة الأطراف, وقال إن الولايات المتحدة تنتهج الأحادية وتعطي الأولوية لنفسها، واضعة مصالحها الخاصة فوق المصالح العامة الدولية.
وتابع أن الولايات المتحدة، وبعد أن جنت لفترة طويلة فوائد هائلة من التجارة الحرة، تستخدم التعريفات الجمركية الآن كوسيلة للضغط من أجل انتزاع مطالب باهظة من الدول الأخرى, محذرا من أنه إذا اختار المرء التزام الصمت والتنازل، فلن يؤدي ذلك إلا إلى تشجيع المتنمرين على المضي أبعد.
وحث دول بريكس على معارضة جميع أشكال الحمائية بشكل مشترك والتمسك بحزم بالنظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد مع وجود منظمة التجارة العالمية في صميمه.
بيئة مستقرة
من جانبه, قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية اليوم ردا على تقارير إعلامية أفادت بأن الصين توقفت عن تسلم طائرات بوينغ: إن بلاده “مستعدة لمواصلة دعم التعاون التجاري العادي بين الشركات الصينية والأميركية”, معربا في الوقت ذاته عن الأمل في أن تستجيب الولايات المتحدة لأصوات الشركات وتعزز بيئة مستقرة ويمكن التنبؤ بها للأنشطة التجارية والاستثمارية الاعتيادية.
وسبق أن أكد مسؤولون صينيون في أكثر من مناسبة على موقف بكين من مسألة التعريفات الجمركية وأنه لا فائز فيها ولا في الحروب التجارية.
اضطربات في الأسواق العالمية
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على معظم دول العالم، بما في ذلك الشركاء التجاريين الرئيسيين لبلاده ، ورغم أنه علق بعض الرسوم الخاصة بعدد من الدول حتى شهر تموز القادم إلا أن هذه القرارات المتغيرة أفضت إلى اضطرابات في الأسواق العالمية وزادت من حالة القلق الاقتصادي.
انتقاد التدابير الأحادية
“رويترز” نقلت عن ممثل البرازيل في بريكس “ماوريسيو ليريو” قوله أمس خلال اجتماع وزراء خارجية المجموعة لمناقشة تبني وسيلة مشتركة للدفاع، عن النظام التجاري العالمي وتنسيق الرد على الرسوم الجمركية الأميركية: “يتفاوض الوزراء على إعلان لإعادة التأكيد على مركزية المفاوضات التجارية متعددة الأطراف كونها المحور الرئيسي للعمل في التجارة”.
وأضاف: “سيعيدون التأكيد على انتقادهم للتدابير أحادية الجانب أيا كان مصدرها، وهو موقف قديم لدول بريكس”.
ومن المتوقع أن يصدر عن الاجتماع بيان مشترك ينتقد “الإجراءات أحادية الجانب” بشأن التجارة من المجموعة التي شكلتها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتوسعت في الآونة الأخيرة لتشمل دول أخرى منها مصر والإمارات وأثيوبيا وأندونيسيا .
تحديات كبيرة
وتواجه “بريكس ” تحديات كبيرة بسبب الإجراءات الأميركية وخاصة أن ترامب وجه انتقادات لاذعة لها مهددا إياها بفرض رسوم أخرى بنسبة مئة بالمئة في حال مضت قدما باعتماد عملة موحدة تحل مكان الدولار في التعاملات التجارية.
ووفقا لرويترز فإن البرازيل تخلت بالفعل عن السعي إلى عملة موحدة خلال رئاستها للمجموعة، غير أن أجندتها قد تمهد الطريق لتقليص الاعتماد على الدولار في التجارة العالمية, فهل سيصدر عن المجموعة بيان صدامي أم أنه سيكرر الانتقادات؟