الثورة : استقبل محافظ حماة عبد الرحمن السهيان، برفقة شخصيات رسمية، عدداً من شيوخ وممثلي القبائل والعشائر العربية في لقاء هدفه تعزيز جسور التواصل بين مؤسسات الدولة والمكوّن العربي الأصيل في المحافظة، وجاء اللقاء ضمن سياسة جديدة تهدف إلى إشراك المكوّنات الاجتماعية الفاعلة في صياغة الأولويات المحلية وتحويل الحوار إلى أداة لصناعة القرار.
استمع المحافظ إلى أبرز المطالب والتطلعات التي طرحها الحضور، مؤكداً الدور الوطني الفاعل الذي أدّته هذه القبائل والعشائر خلال مراحل الثورة ومساهمتها المستمرة في عملية البناء والتنمية، وما تمثله من إرث أصيل وعراقة متجذرة في تاريخ محافظة حماة، ما يجعلها شريكاً أساسياً في رسم مستقبلها.
وأعلن المحافظ خلال اللقاء عن افتتاح “مضافة عربية” مخصصة لعقد اللقاءات الدورية مع وجهاء القبائل والعشائر، لتكون منصة دائمة للحوار ورصد الاحتياجات وتبادل الرؤى بما يخدم الصالح العام، ويهدف هذا المشروع إلى تحويل التواصل مع المكوّنات العشائرية من لقاءات موسمية إلى شراكة مؤسسية مستمرة، بما يعزز الاستقرار الاجتماعي ويسرّع عملية التنمية المحلية.
تعكس هذه اللقاءات توجهاً عملياً من محافظة حماة لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع بعد سنوات الحرب، إذ لم تعد العلاقة تقتصر على تبادل المجاملات، بل تحولت إلى منصات حوار منتظم تستوعب المطالب وتترجمها إلى خطط تنموية، كما أن “المضافة العربية” تمثل إطاراً رمزياً وعملياً في آن واحد، يوثّق الدور التاريخي للقبائل والعشائر ويمنحهم مساحة للمشاركة في اتخاذ القرار المحلي وتعزيز التماسك الاجتماعي.
وتمثل “المضافة العربية” خطوة عملية لتحويل اللقاءات التقليدية مع شيوخ القبائل والعشائر إلى قناة مؤسسية لصياغة السياسات المحلية، إذ ستوفر منصة دائمة لرصد الاحتياجات مباشرة من المجتمع وتبادل الرؤى مع مؤسسات الدولة، ما يقلص الوقت اللازم للتخطيط ويزيد فاعلية تنفيذ المشاريع.
هذه الآلية الجديدة تساعد على تحديد الأولويات بشكل أدق، وتوجيه الموارد نحو المبادرات الأكثر إلحاحاً، كما تمنح القبائل والعشائر شعوراً بالشراكة في القرار التنموي، وهو ما يعزز الثقة ويدعم الاستقرار الاجتماعي، ويخلق بيئة مواتية للإسراع في تنفيذ برامج الإعمار والتنمية المستدامة في المحافظة.