الثورة – نيفين أحمد:
في مشهد حضاري وإنساني يعكس حب الأرض وروح الانتماء، أطلق مجموعة من شبّان وأطفال جامع الزهراء في حي المزة “بنايات الـ14” مبادرة تطوعية، تهدف إلى تنظيف حدائق الحي وإعادة البهجة إلى مساحاته الخضراء.
وجسّد المشاركون صورة مشرقة للتكافل المجتمعي، حيث اجتمع الكبار والصغار بروح الفريق الواحد، فحملوا أدواتهم البسيطة وتوزعوا على أرجاء الحدائق، يجمعون الأكياس والأنقاض وينسقون أماكنها تمهيداً لترحيلها. ولإضفاء الطابع العملي على الجهود، أكدت لجنة البناء في الحي أنه جرى التنسيق المباشر مع مكتب نظافة المزة لضمان نقل ما جُمع من مخلفات بصورة منتظمة وسريعة.
اللافت في المبادرة كان حضور الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم سنواتهم الأولى، إذ شاركوا بحماس في العمل إلى جانب الشباب في مشهد يختصر معنى التربية على القيم البيئية منذ الصغر، فمشاركة الطفل في هذا العمر لا تعكس فقط وعيه المبكر بأهمية النظافة العامة، بل تترجم أيضاً رسالة إنسانية عميقة مفادها، أن حب الأرض يبدأ من التفاصيل الصغيرة.
وتأتي هذه المبادرة لتؤكد أن تعزيز ثقافة النظافة والحفاظ على البيئة ليس مسؤولية المؤسسات فقط، بل هو فعل يومي يشارك فيه الأفراد والمجتمع معاً. كما تعكس إرادة الشباب والأطفال في المزة بتقديم صورة حضارية عن أحيائهم وبثّ رسالة أمل، عنوانها أن العمل التطوعي قادر على إحداث تغيير ملموس.
بهذه الجهود أثبت أهالي الحي أن روح التعاون والوعي البيئي،يمكن أن تتحول إلى ممارسة واقعية، تضيء المساحات العامة، وتفتح آفاقاً لمبادرات أخرى، تعزز القيم الإنسانية وتعمّق الارتباط بالأرض.