الثورة :
يمثل المهرجان الذي تنظمه غرفة صناعة دمشق وريفها بالتعاون مع مجلس مدينة الزبداني فرصة حقيقية لإبراز قدرة الصناعة السورية على الصمود بعد سنوات الحرب، كما أن مشاركة أكثر من 75 شركة وطنية في مجالات القرطاسية والحقائب والألبسة والأحذية والمنظفات والمواد الغذائية، يعيد الثقة للمنتج الوطني ويشجع الأسر على الشراء بأسعار مناسبة، ما يعزز دورة رأس المال داخل السوق المحلية ويقلل الاعتماد على المستوردات.
يأتي المهرجان تحت شعار «العودة إلى المدارس» في وقت تشهد فيه أسعار القرطاسية واللوازم المدرسية ارتفاعاً كبيراً (تبدأ أسعار الحقائب المتوسطة من 150 ألف ليرة وتصل الحقائب الجلدية إلى 700 ألف ليرة).
من خلال الحسومات المباشرة والعروض الواسعة، يسهم المهرجان في تخفيف الضغط عن الأسر السورية مع بداية العام الدراسي، ويخلق منافسة إيجابية بين التجار والمنتجين المحليين لتقديم أسعار أقل وجودة أعلى.
إقامة المهرجان في الزبداني، المدينة التي عانت لسنوات طويلة من الحرب، تمثل رسالة قوية بأن النشاط الاقتصادي والاجتماعي يعود تدريجياً إلى المناطق المتضررة، هذه الفعالية لا تقتصر على التسوق، بل هي حدث مجتمعي يخلق حركة في الشوارع والأسواق ويعيد للمدينة مكانتها كوجهة تجارية، كما يشجع المهرجان على خلق فرص عمل مؤقتة واستعادة النشاط السياحي الداخلي عبر جذب الزوار من المناطق المجاورة.
يشير المهرجان إلى مستوى جديد من الشراكة بين الجهات الحكومية ممثلة بمجلس المدينة وغرفة الصناعة وبين القطاع الخاص، هذه الشراكة تضمن استمرارية الفعالية وتحولها إلى تقليد اقتصادي واجتماعي دوري يسهم في دعم الصناعات المحلية ويخفف الأعباء عن المواطنين.
هذه المبادرات، إذا استمرت، ستعزز ثقة المستهلك بالمنتج السوري وتخلق ثقافة استهلاك محلية ترفع جودة السلع الوطنية، كما ستفتح الباب أمام شركات صغيرة ومتوسطة للانخراط في الأسواق بشكل مباشر والوصول إلى شريحة أكبر من المستهلكين، ما يرفع من تنافسيتها ويحفزها على الابتكار.
مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني جزء من عملية أوسع لإعادة بناء الاقتصاد المحلي وترسيخ حضور المنتج الوطني في السوق السورية، ومن خلال دوره في تخفيف الأعباء المعيشية، وإعادة إحياء النشاط الاقتصادي في المناطق المتضررة، وتعزيز التعاون بين الدولة والقطاع الخاص، يشكل المهرجان نموذجاً عملياً لسياسات التعافي الاقتصادي والاجتماعي بعد الحرب.