الثورة – فؤاد الوادي:
في الوقت الذي تواصل فيه “إسرائيل” حرب إبادتها الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم الـ706، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى “تعليق التجارة الحرة مع إسرائيل”.
وانتقدت فون دير لاين، خلال خطابها السنوي “حالة الاتحاد” أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، عجز أوروبا المؤلم عن الرد على الحرب على غزة وما تلاها من كارثة إنسانية.
وأدانت فون دير لاين خطط المستوطنات غير القانونية التي من شأنها تقسيم الضفة الغربية المحتلة إلى نصفين، فضلاً عن التحريض على العنف من قبل وزراء إسرائيليين متطرفين، ووصفتها بأنها “محاولة واضحة لتقويض حل الدولتين”.
كما أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية عجز أوروبا عن الاتفاق على رد بشأن الوضع المؤلم في غزة، مضيفة أن السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي ستجمد دعمها الثنائي لإسرائيل بصرف النظر عن الأموال لمنظمات المجتمع المدني ومركز ياد فاشيم لإحياء ذكرى الهولوكوست.
وأضافت أن “المفوضية ستطرح أيضاً مقترحات لتعليق الأجزاء التجارية من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومسودة عقوبات ضد وزراء إسرائيليين متطرفين ومستوطنين عنيفين في الضفة الغربية”.
وذكرت صحيفة “الغارديان” أنه “لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الاتحاد الأوروبي المنقسم سيجد الأغلبية لتعليق التجارة التفضيلية، حيث لا يزال الإجراء الأقل طموحاً لتجميد مشاركة إسرائيل في برنامج أبحاث الاتحاد الأوروبي محظوراً”.
ونظرت اللجنة في وقت سابق في فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بسبب تصريحاتهما التحريضية ضد الناس في غزة، لكنها لم تصل إلى حد طرح الاقتراح، خوفاً من عدم الحصول على الإجماع المطلوب.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية تأكيدها البقاء في مدينة غزة، وذلك على الرغم من الدعوة التي وجهتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لسكان المدينة بمغادرتها إلى جنوب القطاع المحاصر.
وأوضحت المنظمة، عبر بيان لها، نشرته على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “إكس”، أنها رفقة شركائها ما زالوا في قلب مدينة غزة، معربة في الوقت نفسه عن استيائها من أوامر الإخلاء التي تصدرها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، أوردت منظمة الصحة العالمية أن ما يطلق عليه مُسمّى: “المنطقة الإنسانية” التي حددتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة المحاصر، تفتقر إلى حجم ونطاق الخدمات اللازمة، من أجل دعم الموجودين فيها، ناهيك عن الوافدين الجدد.
ووفقاً للمنظمة، فإنّ ما يقرب من نصف المستشفيات التي ما زالت تعمل في قطاع غزة موجودة في المدينة. فيما حذّرت أيضاً من أنّ: “النظام الصحّي في القطاع لا يستطيع تحمّل خسارة أي من هذه المرافق المتبقّية”.
وأضافت المنظّمة، عبر المصدر ذاته، “على الرّغم من أنّ أوامر الإخلاء الأخيرة لم تشمل المستشفيات بعد، إلا أنّ الوقائع السابقة تُظهر مدى سرعة تعطّلها عندما يعوق القتال وصول المرضى، ويمنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم، ويعطّل إعادة إمداد منظمة الصحة العالمية وشركائها”.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد دعا، أول أمس الثلاثاء، جميع سكان غزة لمغادرتها فوراً إلى جنوب القطاع، محذّراً من أنّه سيشنّ هجوماً عنيفاً على المدينة؛ فيما تقول الأمم المتّحدة إنّ: “حوالي مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها”.
إنسانياً، عبّر فريق العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يضم وكالات الأمم المتحدة وأكثر من مئتي منظمة غير حكومية دولية ومحلية، عن قلقه البالغ من التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة غزة.
وأضاف الفريق الإنساني أن نحو مليون إنسان باتوا اليوم بلا خيارات آمنة أو مجدية، لأنه لا شمال القطاع ولا جنوبه يوفران الأمان، كما جاء في بيان الفريق.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 شنّ حرب إبادة جماعية على كامل قطاع غزة المحاصر، ما خلّف 64 ألفاً و605 شهداء، و163 ألفاً و319 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 404 فلسطينيين بينهم 141 طفلاً.