الثورة – ترجمة ختام أحمد:
قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة في سوريا لوكالة فرانس برس إنه بعد 14 عاماً من الدمار، يتعين إعادة بناء سوريا بسرعة لتحقيق الاستقرار في البلاد والمنطقة على نطاق أوسع.
وتعد إعادة الإعمار أحد أهم التحديات التي تواجه السلطات السورية الجديدة بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في كانون الأول الماضي.
وقال روحي أفغاني، نائب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع خلال زيارة إلى جنيف: “يجب على المجتمع الدولي بالتأكيد أن يسارع إلى إعادة بناء سوريا”.
وقال في المقابلة: “إن القدرة على مساعدة البلاد على النهوض والخروج من هذه الحرب والخروج من هذا الدمار هو من أجل السوريين أنفسهم، ولكن أيضاً من أجل استقرار وخير المنطقة بأكملها”.
لقد أدت الحرب السورية، التي اندلعت في عام 2011 مع القمع الوحشي الذي مارسه الأسد للاحتجاجات المناهضة للحكومة، إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتدمير البنية التحتية للبلاد.
وقال أفغاني إنه لا يستطيع تحديد سعر لإعادة إعمار سوريا، لكنه وصف الاحتياجات بأنها “هائلة”.
وقال إن المحافظين في جميع أنحاء البلاد أبلغوه بالحاجة الكبيرة إلى السكن والمدارس والمراكز الصحية، فضلاً عن الكهرباء والمياه. وقال إن ما يعقّد جهود التنظيف هو الكميات الهائلة من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك داخل الجبال من الأنقاض التي تحتاج إلى التطهير.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن أكثر من مليون لاجئ سوري عادوا بالفعل من الخارج، كما عاد ما يقرب من ضعف هذا العدد إلى مواطنهم الأصلية بعد نزوحهم داخل البلاد.
ورغم أن هذه العائدات تشكل علامة جيدة، حذر أفغاني من أنها “تضع الكثير من الضغط على البنية التحتية، وعلى النقل، وعلى التعليم، وعلى المخابز”.
وأضاف أن “الناس يعودون إلى المنازل المدمرة أو المنازل التي يسكنها أشخاص آخرون”.
وحذر أفغاني من أن الضغط على البنية التحتية “قد يؤدي إلى توترات مجتمعية”. وفي الوقت نفسه، قال إن الافتقار إلى البنية التحتية والخدمات وفرص العمل يثني العديد من السوريين الذين يريدون العودة إلى ديارهم عن القيام بذلك.
وقال “لقد اعتقدنا أن معدل العودة سيكون أعلى بكثير”، مشيراً إلى أن معظم الذين عادوا من الخارج غادروا ضمن ظروف صعبة في كثير من الأحيان في الأردن ولبنان المجاورين. وقال “إننا لا نرى هذه العودة الضخمة من أوروبا”.
وأعرب أفغاني عن أمله في أن تؤدي إعادة الإعمار السريعة إلى “سوريا مستقرة”، وهو ما من شأنه أن يجذب المزيد من العائدين من أوروبا.
وأضاف أن “هؤلاء أشخاص يتمتعون بمهارات عالية، ويمكنهم إعادة بناء سوريا”.
وأكد أن هؤلاء العائدين يمكن أن يكونوا “تأثيراً كبيراً وجيداً في المنطقة بأكملها من منظور اقتصادي، ومن منظور بناء السلام”.
المصدر – Alarabiya english