الثورة – أحمد حاج علي:
مع انطلاق بطولة درع وزارة الرياضة والشباب التي استحدثتها الوزارة هذا الموسم، لتضاف إلى بطولتي الدوري والكأس، دخلت الأندية السورية في منافسات بنظام المجموعتين (الشمالية والجنوبية) في محاولة لإعطاء دفعة جديدة لكرة السلة المحلية.

ومع اقتراب ختام الدور الأول من البطولة، بدأت ملامح الواقع الفني تتضح أكثر، إذ بات واضحاً أن حسم البطولات القادمة سيعتمد بشكل أساسي على نوعية اللاعب الأجنبي الذي ستتعاقد معه الأندية، في ظل تراجع معدلات التسجيل في معظم المباريات، وانخفاض نسب التصويب من خارج القوس، وضياع العديد من الرميات الحرة، وهو ما يؤثر مباشرة في النتيجة الرقمية، فاللاعب الأجنبي اليوم بات العنصر الحاسم في أي فريق يسعى للقب، في وقت تعاني فيه السلة السورية من غياب اللاعب المحلي القادر على صناعة الفارق، فعلى مدار أكثر من أربعة عشر عاماً، لم يظهر لاعب يمكن وصفه بالأسطورة الجديدة، رغم وجود أبناء لنجوم كبار في صفوف الأندية، إلا أن بريق الماضي لم ينعكس على الجيل الحالي.
ورغم هذا التراجع، تشهد الساحة إنفاقاً مفرطاً من بعض الأندية في التعاقدات، وصلت قيم بعض العقود إلى مئة ألف دولار، وهو رقم كبير قياساً بواقع اللعبة في سوريا، ومع تقدم البطولة الحالية، يتساءل الجمهور ما إذا كانت تلك المبالغ وُضعت في مكانها الصحيح، أم إن الأفضل كان توجيهها نحو استقدام محترفين أجانب بمستوى أعلى يمكنهم فعلاً أن يصنعوا الفارق على أرض الملعب.
ويبقى السؤال الأهم: هل يمتلك اتحاد كرة السلة الجديد القدرة على ضبط هذا الانفلات المالي؟ وهل ستتمكن البطولة الجديدة من إعادة التوازن والعدالة الفنية بين الأندية؟.
أسئلة كثيرة يطرحها عشاق اللعبة، بانتظار أن تأتي الإجابات من أرض الملعب، لا من وراء المكاتب.