الثورة- نور جوخدار
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على السلع المستوردة من كندا بنسبة 10% إضافية، وذلك بعد بث مقاطعة أونتاريو الكندية إعلاناً تلفزيونياً مناهضاً للرسوم، تضمن مقطعاً للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان ينتقد السياسات الحمائية.
الإعلان أثار موجة من التوتر السياسي والتجاري بين البلدين، وأغضب الرئيس ترامب الذي وصفه بأنه “احتيال”، وكتب على منصة “تروث سوشيال” إن الإعلان “يحرّف الحقائق بشكل خطير” ويهدف إلى “التأثير على قضية دستورية” أمام المحكمة العليا الأمريكية حول شرعية نظامه الجمركي.
من جهته، أعلن رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندي دوغ فورد، أنه سيوقف الحملة الإعلانية بعد مناقشات مع رئيس وزراء كندا مارك كارني، حتى تُستأنف المحادثات التجارية، لكن التهدئة لم تمنع استمرار التوتر، خصوصاً بعد إعلان ترامب انسحابه من المفاوضات التجارية مع كندا بشكل فوري.
وكانت الولايات المتحدة فرضت ضريبة بنسبة 35 بالمئة على السلع الكندية، إضافة إلى ضريبة تصل إلى 50 بالمئة على المعادن و25 بالمئة على السيارات، وتُعدّ أونتاريو قلب الاقتصاد الكندي الصناعي للسيارات.
وأصدرت مؤسسة رونالد ريغان المكلفة بالحفاظ على إرثه بياناً، متهمة فيه حكومة أونتاريو بتحريف خطاب الرئيس الأميركي ريغان، واستخدامه دون إذن رسمي، مشيرةً إلى أنها تدرس خياراتها القانونية.
تزامن التصعيد مع سفر الرئيس الأمريكي إلى آسيا للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في ماليزيا، حيث أشار إلى أنه لا ينوي لقاء رئيس الوزراء الكندي خلال الزيارة، متهماً أوتاوا بمحاولة “التلاعب” بالقضايا الأمريكية الداخلية.
ومع ذلك، رجّح مسؤول أمريكي كبير أن يلتقي ترامب بكارني على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ “أبيك” المقبلة في كوريا الجنوبية.
والإعلان الكندي، الذي أنتجته حكومة مقاطعة أونتاريو، تضمن اقتباسات من خطاب إذاعي ألقاه ريغان عام 1987 حذّر فيه من تداعيات الرسوم الجمركية المرتفعة على الاقتصاد الأميركي.
وأبرز الإعلان قول ريغان: “الرسوم الجمركية المرتفعة تؤدي حتماً إلى ردود فعل انتقامية من الدول الأجنبية وإشعال حروب تجارية شرسة”.
ويرى محللون أن هذه الأزمة قد تعقّد مسار المفاوضات التجارية بين البلدين، خاصة مع اقتراب نظر المحكمة العليا الأمريكية في قضية الرسوم الجمركية الشهر المقبل، وهي القضية التي قد تُعيد رسم السياسة التجارية الأمريكية بالكامل في حال تم اعتبار الرسوم غير دستورية.
وبينما يرى ترامب أن “الحمائية” وسيلة لحماية الاقتصاد الأمريكي، تعتبر كندا أن هذه السياسات تقوّض مبادئ التجارة الحرة التي قامت عليها اتفاقية أمريكا الشمالية لعقود.