الثورة:
أنهى الدكتور آدم عبد المولى، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، فترة عمله في البلاد وهو يودّع السوريين برسالة تفاؤل بمستقبلهم، مؤكداً امتنانه العميق لجهودهم وصمودهم خلال سنوات الحرب، في لحظة تلخص مسيرة امتدت على أكثر من عام من النشاط الأممي.
شغل عبد المولى منصبه منذ 14 أيار 2023 ليقود من خلاله الأنشطة الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة في سوريا، حيث ركّز على تعزيز التنسيق بين الوكالات العاملة في البلاد وتوسيع مظلة الدعم للمجتمعات المتضررة من الحرب، مقدّماً خدمات ومساعدات حيوية لملايين المحتاجين.
قال عبد المولى في ختام مهمته: “الطريق صعب، لكنْ السوريون يملكون الإرادة والكفاءة لبناء غدٍ أفضل.. ممتن لكل الزملاء والشركاء الذين دعموا عملنا، وأغادر محمّلاً بذكريات جميلة وامتنان كبير لكرم أهل هذا البلد”، في إشارة إلى ثقته بإمكانات السوريين رغم التحديات.
زار عبد المولى خلال فترة عمله مناطق عدة، أبرزها محافظة السويداء في 20 آب الماضي، حيث أطلق استجابة إنسانية واسعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان، كما شارك في مؤتمر المانحين في بروكسل وغيره من الفعاليات الدولية داعياً إلى زيادة الدعم لسوريا، مع التركيز على الاستقرار والانتعاش الاقتصادي.
في مؤتمر صحفي عقده بدمشق صباح الثلاثاء قبل مغادرته، استعرض عبد المولى حصيلة عمل الأمم المتحدة وأولوياتها المستقبلية، موضحاً أن 16.5 مليون شخص في سوريا ما زالوا بحاجة إلى مساعدات عاجلة، إلى جانب 2.5 مليون عائد من النازحين داخلياً واللاجئين العائدين من الخارج، بينما يعيش كثيرون منهم في مساكن مهدمة أو فقدوا منازلهم تماماً.
كشف عبد المولى أن نحو 24% من المساكن في سوريا تعرضت للتدمير أو الأضرار البالغة خلال سنوات الحرب، مشدداً على أن التمويل المتاح “شحيح للغاية”، حيث لم تتجاوز نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 سوى 14% من أصل 3.2 مليارات دولار مطلوبة.
وسبق أن وجّه عبد المولى الشكر للحكومة السورية على تعاونها مع الأمم المتحدة، مؤكداً أن المنظمة تواصل دعم الأولويات الوطنية وتعمل مع دمشق على وضع خطط مستقبلية أكثر فاعلية لتعزيز الاستجابة الإنسانية والتنموية.