الثورة – معد عيسى
يشبه سوق السيارات الكهربائية الى حد بعيد منظومات الطاقات المتجددة لنواحي انخفاض التكاليف التشغيلية، لا وقود، انخفاض الصيانات بنسبة 70 بالمئة، توفير كبير بالوقود والزيوت والشحوم، أثر بيئي منخفض جدا، التكلفة التأسيسية عالية.
فرصة “للهجينة”
خلال النصف الأول من العام الحالي ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 37 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2024 حسب بيانات (شركة برايس ووتر هاوس كوبرز للاستشارات الاقتصادية) حيث تم تسجيل أكثر من 5.9 مليون سيارة في النصف الأول من العام الجاري 2025، وتذهب التوقعات الى أن العالم قد يتخلى بشكل تدريجي من السيارات التقليدية لصالح السيارات الكهربائية في العام 2050 مع بقاء بعض السيارات المختلطة “الهجينة” وقد يكون الأمر قبل ذلك، وهذا يرتبط بالتقدم التكنولوجي الذي قد يقلب الحسابات في أي لحظة.
الصيانة ترجح
لا تنحصر نقاط القوة في المقارنة بين السيارات التقليدية والكهربائية بموضوع الوقود والأثر البيئي والتي وحدها تكفي لإحداث الفرق، فموضوع إصلاح السيارات نقطة قوة لصالح السيارات الكهربائية البسيطة بتصميمها مقارنة بالسيارات التقليدية التي تتكون من عدد كبير من الأجزاء مثل المحرك وناقل الحركة ونظام التشغيل وجميعها تحتاج الى صيانة دورية وزيوت وفلاتر تزداد تكاليفها مع تقدم عمر السيارة على عكس السيارة الكهربائية التي تعتمد على محرك كهربائي وبطارية مما يقلل من تكاليف الصيانة على المدى الطويل ما يجعل السيارات الكهربائية خياراً اقتصادياً وبيئياً على المدى الطويل.

دعم وإعفاءات
لا شك أن السيارات التقليدية أرخص سعراً من السيارات الكهربائية عند الشراء لكن على المدى الطويل الفرق كبير جداً بسبب انخفاض التكاليف التشغيلية عدا عن تلقي السيارات الكهربائية مزيد من الدعم و الإعفاءات الحكومية نتيجة الأثر البيئي المنخفض والصيانات على عكس السيارات التقليدية التي يزداد استهلاكها من الوقود والزيوت وتترك الانبعاث الكبير مع زيادة العمر الزمني الأمر الذي يرفع من ضرائبها ورسومها.
الصين تتصدر
تعيش شركات السيارات التي تربعت على قائمة الإنتاج العالمي للسيارات حالة من الارتباك في موضوع التحول والمنافسة والاستحواذ على الحصص في السوق بعد تفرد الصين في قيادة التحول من السيارات التقليدية الى السيارات الكهربائية بنسبة 50 بالمئة من الإنتاج العالمي متجاوزة حتى الشركات السبّاقة والرائدة في مجال السيارات الكهربائية.
سوريا ليس لديها سجلاً حافلاً في صناعة السيارات لكن ذلك لا يلغي ولا يعني عدم إمكانية توطين هذه الصناعة وتشجيع التحول الى امتلاك السيارات الكهربائية قبل أن تتحول الى مقبرة للسيارات التقليدية التي يسعى العالم الى التخلص منها بعد دخول عدد كبير من السيارات المعمَّرة والمقصوصة والمغمورة بالسيول.
