وسام العلاش- الثورة
يواجه سكان الريف الشمالي الشرقي في محافظة حماة أزمة صحية خانقة، نتيجة غياب الخدمات الطبية الأساسية، ما يجبر المرضى على قطع مسافات طويلة تصل إلى 45 كيلو متراً للوصول إلى المدينة لتلقي العلاج أو الحالات الإسعافية، وسط أوضاع معيشية متردية وبنى تحتية متهالكة.
ومع اقتراب فصل الشتاء تتفاقم المعاناة أكثر بفعل انتشار الأمراض الموسمية وصعوبة التنقل في ظل الأحوال الجوية القاسية، الأمر الذي يحوّل أبسط الحالات المرضية إلى معركة مع الوقت، قد تحدد مصير المريض بين الحياة والموت.
بلا مراكز صحية
تعاني قرى “قصر أبو سمرة، عرفة، دوما، الكيكية، الحزم، والجنينة” من غياب شبه تام لمقومات الرعاية الصحية.
حيث أفاد محمد المحمد من قرية قصر أبو سمرة، وهو مصاب بمرض السكري في حديثه لـ”الثورة”، أنه يضطر شهرياً لدفع مبالغ إضافية، فقط أجور طريق إلى مدينة حماة لتلقي العلاج بعد أن عاد من مخيمات النزوح ليجد بيته ركاماً، مشيراً إلى غياب أي دعم طبي في منطقته.
غياب يهدد الأرواح
في قرية الجنينة، تروي روضة الحسين حادثة مؤلمة، وقعت الصيف الماضي عندما توفيت شابة بلدغة أفعى أثناء عملها قرب منزلها، بسبب عدم توافر وسيلة إسعاف تقلها إلى المستشفى في الوقت المناسب. مؤكدة أن غياب أبسط الخدمات الطبية، يجعل حياة الأهالي عرضة للخطر في أي لحظة.
من جهتها، تتحدث سلوى المحمد من منطقة الفان الشمالي عن حال قريتها التي كانت سابقاً تعج بالعيادات الطبية قبل أن تتعرض للتدمير خلال سنوات الحرب، مضيفةً: إن المنطقة اليوم خالية من أي طبيب أو خدمة صحية.

مطالب بتفعيل مستشفى صوران
يطالب الأهالي بإعادة تفعيل مستشفى صوران، الواقع على أوتوستراد خان شيخون – حماة، كونه يشكل المنفذ الطبي الوحيد القادر على خدمة قرى الريف الشمالي بتعدادها السكاني الكبير.
ويؤكد السكان أن المستشفى خارج الخدمة منذ سنوات، رغم أنه يشكل شريان الحياة لعشرات القرى المحيطة.
وعود بالتأهيل
صحيفة الثورة تواصلت مع المكتب الإعلامي في مديرية صحة حماة للاستفسار عن الخطط المستقبلية لإعادة تأهيل النقاط الطبية في الريف الشمالي الشرقي، فكان الجواب أن ريف حماة تعرض إلى دمار كبير في البنية التحتية الصحية، سواء في المشافي أم المراكز الطبية، وأن هناك عدداً من المشاريع التي تهتم بدعم المراكز الطبية والصحية، ستشمل مستشفى صوران في حال توفر الدعم اللازم لإعادة تأهيله.
بصيص أمل
وبين محدودية الجهود الحكومية وواقع الريف الصعب، يبقى الأمل معلقاً لدى الأهالي بعودة الحياة إلى مراكزهم الصحية المدمرة، وتأمين خدمات طبية تحفظ لهم حقهم في العلاج من دون الحاجة إلى خوض رحلة شاقة نحو المدينة، قد تكون تكلفتها خطراً على حياة مريض ينتظر الدواء.