الثورة: أسماء الفريح:
من المقرر أن تعقد إيران ودول مجموعة الترويكا الأوروبية محادثات في العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة القادم قبيل عقد جولة جديدة من المفاوضات الأميركية –الإيرانية غير المباشرة حول برنامج طهران النووي.
مصدران دبلوماسيان أكدا لرويترز أن مديرين سياسيين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا سيجتمعون مع إيران الجمعة في روما , وذلك قبل يوم من محادثات أميركية –إيرانية مزمعة.
وذكرت الوكالة أن التحركات الإيرانية للتواصل مع مجموعة “الترويكا” تشير إلى أن طهران تبقي خياراتها مفتوحة، لكنها تريد أيضا تقييم موقف الأوروبيين بشأن إعادة فرض العقوبات الدولية المحتملة قبل تشرين الأول المقبل، عندما ينتهي العمل بقرار التصديق على اتفاق 2015.
وأضافت أن إيران تتطلع إلى البناء على زخم المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة التي استؤنفت في عُمان وبعد محادثات مع روسيا والصين الأسبوع الماضي.
دور الترويكا يتلاشى
من جانبه, أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوسائل إعلام إيرانية اليوم أن محادثات ستجري مع الترويكا الأوروبية , لكنه قال إنه وبسبب السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدول الثلاث، فإن دورها حاليا يتلاشى تدريجيا، مضيفا بأن ايران لا تحبّذ أن يحدث هذا، ولهذا السبب فإنها مستعدة لعقد الجولة المقبلة من المفاوضات بحضورهم في روما.
وفي إشارة إلى عقد أربع جولات من المفاوضات مع الترويكا الأوروبية، قال عراقجي: “نحن مهتمون بحل هذه القضية من خلال تفاهم دولي، ولهذا السبب نواصل مفاوضاتنا مع الأوروبيين، لكن المفاوضات الرئيسية حاليا مع الولايات المتحدة.”
كما انتقد عراقجي تصريحات صادرة عن مسؤولين أوروبيين مؤخرا قائلا إنها “غير بناءة” وتسببت في تراجع دور الدول الأوروبية الثلاث في عملية التفاوض.
وحول المحادثات مع واشنطن, أعلن عراقجي أن الجولة القادمة منها ستعقد في روما وفق ما أبلغهم الجانب العماني.
رسالة سلبية
وبشأن العقوبات الأميركية الأخيرة ضد طهران، قال عراقجي إنها “تبعث برسالة سلبية حول جدية الطرف الآخر لتزامنها مع المفاوضات النووية”.
وفرضت الولايات المتحدة أمس عقوبات على شبكة مقرها إيران والصين، اتهمتها بشراء مكونات وقود الصواريخ الباليستية نيابة عن الحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أوردته رويترز أنها استهدفت ستة كيانات وستة أفراد في إطار هذا الإجراء, فيما قال قال وزير الخزانة سكوت بيسنت: إن “تطوير إيران المتسارع للصواريخ وغيرها من القدرات العسكرية يُعرّض سلامة الولايات المتحدة وشركائنا للخطر”.
وأوضحت الوزارة أن بيركلورات الصوديوم تُستخدم لإنتاج بيركلورات الأمونيوم، والتي تُستخدم، إلى جانب ثنائي أوكتيل سيباكات، في محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب والتي قالت وزارة الخزانة إنها تُستخدم عادة في الصواريخ الباليستية.
يذكر أنه تم عقد ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حتى الآن، بمشاركة عراقجي والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى فرق فنية من الجانبين, وصرح عراقجي أن الجولة الأخيرة التي جرت في ال 26 من الشهر الجاري كانت أكثر جدية من الجولات السابقة، وأكد أن هناك اختلافات لا بد من العمل على تقليصها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب خلال ولايته الأولى من الاتفاق المبرم بين طهران والقوى العالمية عام 2015والذي فرض قيودا صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم لدى طهران مقابل تخفيف العقوبات عنها فيما أعاد ترامب فرض عقوبات أميركية صارمة.
ومنذ ذلك الوقت, تقول القوى الغربية إن إيران تقوم بتنفيذ أجندة سرية لتطوير قدراتها في مجال الأسلحة النووية من خلال تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية من النقاء الانشطاري تتجاوز المستوى الذي تعلن أنها تحتاجه لبرنامج مدني للطاقة الذرية.
