الثورة-ترجمة هبه علي:
موسى الحاج خليل هو واحد من بين العديد من السوريين الذين يعيدون بناء منازلهم من بين أنقاض مدينة حلب التاريخية ذات الأهمية الاقتصادية في الوقت الذي يكافح فيه زعماء سوريا الجدد لبدء جهود إعادة الإعمار على نطاق واسع.
حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا وموقع للتراث العالمي لليونسكو، تعرضت لإصابات بالغة نتيجة أكثر من عقد من الحرب ، وعانت من المعارك والحصار والغارات الجوية الروسية وهجمات البراميل المتفجرة .
والآن يحاول شعبها استعادة حياته بوسائله الخاصة، غير راغبين في الانتظار ورؤية ما إذا كانت جهود الحكومة السورية الجديدة لتأمين التمويل الدولي ستؤتي ثمارها.
وقال خليل (65 عاما) الذي أمضى سبع سنوات في مخيم للنازحين في الحرمين على الحدود السورية التركية: “لا أحد يساعدنا، لا دول ولا منظمات”.
وقال وهو يراقب العمال وهم يقومون بإصلاح منزله المدمر في رتيان، وهي ضاحية في شمال غرب حلب، إن السكان الفقراء “جاؤوا وحاولوا ترميم غرفة للإقامة فيها مع أطفالهم، وهو أفضل من الحياة في المخيمات”.
عاد خليل بمفرده قبل شهر لإعادة بناء المنزل حتى يتمكن من إحضار عائلته من المخيم.
في حين تسعى سوريا إلى تخفيف العقوبات، تكتسب عملية إعادة الإعمار الشعبية زخما متزايدا وتوفر فرص العمل.
ويعمل المقاولون على مدار الساعة لتلبية الطلب المتزايد، حيث يقومون بإنقاذ المواد مثل الكتل المكسورة والاسمنت الموجودة بين الأنقاض لإصلاح المنازل.
قال المقاول السوري ماهر الرجوب: “هناك أعمال بناء الآن. نعمل بجهد كبير، الحمد لله!”.
لكن حجم المهمة ضخم.
وقال مساعد الأمين العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لرويترز في وقت سابق من الشهر الجاري إن البرنامج يأمل في تقديم 1.3 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم سوريا، بما في ذلك إعادة بناء البنية التحتية.
وقد تعهدت مؤسسات مالية أخرى ودول خليجية مثل قطر بمساعدة سوريا، لكن العقوبات الأميركية تعيق ذلك.
وضعت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى شروطا لرفع العقوبات، وأصرت على أن يظهر حكام سوريا الجدد ، التزامهم بالحكم السلمي والشامل.
وكان التعليق المؤقت لبعض العقوبات الأميركية بهدف تشجيع المساعدات محدود التأثير، مما ترك سكان حلب يعتمدون على أنفسهم إلى حد كبير.
قال مصطفى مروش، صاحب متجر خضراوات يبلغ من العمر 50 عاما: “عشنا في المخيمات تحت الشمس والحر الشديد. عدنا ونبذل قصارى جهدنا لتصحيح وضعنا”.
المصدر- Reuters