الثورة – رولا عيسى:
“ياشام عاد الصيف مبتسماً”، على وقع أنغام تليق بالحدث تنطلق اليوم على أرض مدينة المعارض فعاليات الدورة 62 من معرض دمشق الدولي بحلة جديدة، في حدث وُصف بأنه الأبرز اقتصادياً وثقافياً خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد تحضيرات واسعة بدأت منذ أشهر، وانتهت بتجهيز المساحات المخصصة للعرض وتأهيل البنية التحتية بما يتناسب مع حجم المشاركة.
مشاركة واسعة
وحسب المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة تأتي هذه الدورة بمشاركة أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، على رأسها السعودية كضيف شرف، إلى جانب الأردن، وقطر، ومصر، وتركيا، والسودان، إضافة إلى دول من خارج الإقليم مثل بلجيكا، وجنوب إفريقيا، وباكستان، وبولندا، والتشيك، والفلبين، وإندونيسيا، وغيرها، ما يعكس تنوعاً ملحوظاً في الاهتمام الدولي بالسوق السورية.وعلى صعيد الشركات، يشهد المعرض حضوراً لافتاً تمثل في نحو 950 شركة، بينها 225 شركة أجنبية، و725 شركة محلية وعربية، فيما قدرت بعض المصادر العدد الإجمالي بنحو 800 شركة، وقد توزعت المشاركات على قطاعات متنوعة تشمل الصناعة والتكنولوجيا والطاقة والمواد الغذائية والدواء والبناء، إضافة إلى منتجات الحرف اليدوية.
منصة لإعادة الاستثمار والتبادل
ولفت إلى أن المعرض لا يقتصر على كونه مساحة عرض للمنتجات، بل يُنظر إليه بوصفه منصة استراتيجية لإطلاق شراكات اقتصادية جديدة، خصوصاً في مجال إعادة الإعمار الذي يشكل أولوية للمرحلة القادمة. ومن المتوقع أن تشهد أيام المعرض لقاءات عمل مباشرة (B2B) بين رجال الأعمال السوريين ونظرائهم من الدول المشاركة، بما يفتح الباب أمام عقود تجارية واستثمارية ذات طابع عملي.منذ نيسان الماضي بدأت أعمال التحضير لتأهيل مدينة المعارض وصيانة مرافقها بعد سنوات من التوقف، وقد وصلت نسبة إنجازالأجنحة والبنية التحتية إلى ما بين 70 – 80 بالمئة قبل انطلاق المعرض. وبين حمزة أن المساحة الكلية للمدينة تبلغ نحو 1.2 مليون متر مربع، منها 70 ألف متر مربع أجنحة مبنية و65 ألف متر مربع مساحة عرض مكشوفة.أما برنامج الفعاليات فيجمع بين الطابع الاقتصادي والثقافي، ويتضمن المعرض إلى جانب الأجنحة التجارية ندوات متخصصة وملتقيات اقتصادية، إضافة إلى عروض فنية وموسيقية ومسرحيات تهدف إلى جعل الحدث مساحة للتلاقي الثقافي والاجتماعي أيضاً، وليس مجرد مناسبة اقتصادية.
دلالات الحدث
وأكد حمزة أن انطلاق هذه الدورة يمثل خطوة رمزية ورسالة واضحة على عودة دمشق إلى واجهة الفعاليات الاقتصادية في المنطقة، في ظل مساعٍ لفتح قنوات جديدة للتعاون التجاري والاستثماري. كما يعكس حجم المشاركة الدولية رغبة في اختبار السوق السورية كمجال محتمل للتوسع، فيما يرى مراقبون أن نجاح المعرض سيُقاس بمدى ترجمة اللقاءات والعقود إلى استثمارات فعلية على أرض الواقع.وبهذا، يفتح معرض دمشق الدولي أبوابه مجدداً أمام عشرات الآلاف من الزوار والمهتمين، مؤكداً أنه لا يزال عنواناً للحياة الاقتصادية والثقافية السورية، ونافذة تواصل مع العالم.