الثورة_ مها دياب:
تستعد العاصمة دمشق مساء غد الأربعاء السابع والعشرين من آب لافتتاح الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، الحدث الأعرق والأكثر رمزية في تاريخ الفعاليات السورية. هذه الدورة ليست مجرد رقم في سلسلة المعارض، بل تحمل دلالة وطنية عميقة، إذ تعد الأولى بعد تحرير العاصمة من سنوات التحديات، لتعلن عودة سوريا إلى المشهد الثقافي والاقتصادي بثقة وتجدد.
منذ تأسيسه عام 1954، شكّل معرض دمشق الدولي منصة للتبادل التجاري والثقافي، ومرآة لهوية سوريا الحضارية. واليوم، بعد أن استعادت دمشق نبضها، تأتي الدورة الثانية والستون لتكون أكثر من فعالية اقتصادية أو ثقافية، بل احتفال بالحياة، وبالقدرة على النهوض، وبالانتماء الذي لا يُكسر.
تنظيم رقمي عبر التطبيق
أعلنت إدارة المعرض أن الدخول سيكون عبر الحجز الرقمي من خلال تطبيق “المعرض” أو موقع “فعالية.كوم”.
يحصل كل زائر على بطاقة دخول رقمية مجانية تحتوي على باركود خاص، يُستخدم لمسحه عند إحدى البوابات السبع المخصصة للدخول.
حيث يُظهر النظام اسم الزائر ورقم هاتفه لتأكيد الحجز.
وتم توزيع الزوار على البوابات حسب تنظيم البطاقات، لضمان انسيابية الحركة وسهولة الوصول.
كما تم تجهيز فرق من المتطوعين داخل الباصات المخصصة لنقل الزوار، لتقديم الدعم والمساعدة في إصدار البطاقات وتوجيه الزوار.
كما أكد المسؤول التنظيمي لا حاجة لتسجيل الأطفال تحت سن الثامنة عشرة
كما أن التذكرة صالحة لجميع أيام المعرض ولا حاجة لوجود انترنت لدى الزائرين حيث يمكن تصوير البطاقة الرقمية واستخدامها عند الدخول.
خدمة واي فاي مجانية
و أكد أنه تم تجهيز سيارات دعم لتقوية شبكة الإنترنت داخل المعرض، إلى جانب توفير خدمة واي فاي مجانية في جميع الأرجاء، مما يتيح للزوار التفاعل مع الفعاليات الرقمية ومشاركة تجربتهم لحظياً عبر وسائل التواصل.
فرق تنظيمية شبابية ولباس موحد
كما بين أنه يتوزع الفريق التنظيمي إلى مجموعات شبابية من المتطوعين من الجنسين، يتناوبون كل ثلاث ساعات لضمان الحيوية والجاهزية.
و يرتدي أعضاء الفريق لباساً موحداً ويحملون بادجات تعريفية، مما يسهل التعرف عليهم ويعزز الانضباط واللباقة في التعامل مع الزوار.
مع توجيه بتعامل سلس ولبق وتسهيل وتعرفة الزوار بالأماكن في المعرض.
جهود وطنية متكاملة
و منذ الإعلان عن دورة المعرض ، تعمل فرق متعددة من الجهات الحكومية والمدنية على تنسيق التحضيرات، بدءاً من تجهيز البنية التحتية، مروراً بتدريب الفرق، وانتهاء بضمان جاهزية الأنظمة الرقمية. كل هذه الجهود تعكس روح التعاون الوطني، وتؤكد على أهمية المعرض كمنصة جامعة لكل القطاعات.
المعرض بوابة الأمل لسوريا الجديدة
يعتبر معرض دمشق الدولي في دورته الثانية والستين ليس مجرد فعالية، بل هو إعلان حي عن عودة الحياة، واستعادة الدور السوري في المشهد الإقليمي والدولي.
إنه مساحة للقاء بين الأجيال، بين الصناع والمبدعين، بين الحلم والواقع.
ومن خلال التنظيم المحكم، والانخراط الشبابي، والتقنيات الحديثة، يثبت المعرض أن سوريا، تكتب فصولاً جديدة من التقدم والانتماء.
غداً حين تُفتح البوابات، لن يكون الدخول إلى المعرض مجرد عبور مادي، بل عبور نحو مستقبل يحمل في طياته الإبداع والكرامة والقدرة على النهوض من جديد.
إنه أكثر من معرض… إنه رسالة وطنية تقول إن سوريا قادرة على البناء، على التجدد، وعلى أن تكون صوتاٌ للإنسان وقوة للتغيير الإيجابي.