الثورة- ترجمة هبه علي:
أدان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على بلاده، محذرا من أنها تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار الوطني وقد تتيح عودة الميليشيات المرتبطة بإيران.
وفي كلمة ألقاها أمام جلسة مجلس الأمن الدولي الثلاثاء بشأن الشرق الأوسط، استعرض الشيباني الإنجازات الأخيرة التي حققتها الحكومة الانتقالية السورية التي تشكلت بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول من العام الماضي.
وقال: “لقد شكلنا حكومة انتقالية تضم كفاءات وطنية رفيعة وممثلين عن كافة شرائح المجتمع السوري”، مضيفا أنها حصلت مؤخرا على دعم إجماعي من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأضاف أنه رغم التحديات الكبرى، فإن الحكومة “نجحت في توحيد الفصائل العسكرية في إطار دستوري وأطلقت برنامج إصلاح حقيقي”.
وقال الشيباني أيضا: إن هيئة العدالة الانتقالية ولجنة مستقلة للمفقودين على وشك أن يتم إطلاقهما، وأن دمشق تعمل مع آليات المساءلة الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدمير الأسلحة الكيميائية المتبقية.
وقال “قبل ستة أشهر، كان من غير الممكن تصور تحقيق مثل هذا التقدم”.
وحذر الشيباني من أن هذا التقدم الوطني مهدد بسبب “الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة التي تنتهك سيادتنا”.
ورفض مبررات إسرائيل- المرتبطة بالجماعات المسلحة المدعومة من الخارج- باعتبارها باطلة.
وأضاف أن “هذه الهجمات لا تشكل انتهاكات صارخة لقراري مجلس الأمن 242 و497 فحسب، بل إنها تدمر بنيتنا التحتية المدنية وتهدد بإعادة سوريا إلى المتشددين الذين قاتلناهم 14 عاما للتغلب عليهم”.
القرار 497، الصادر عام 1981، يطالب إسرائيل بإلغاء ضمها الفعلي لمرتفعات الجولان المحتلة، ويدعو القرار 242 (1967) إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الحرب العربية الإسرائيلية، بما في ذلك مرتفعات الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء.
لقد أدت الغارات الجوية الإسرائيلية شبه اليومية منذ سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى مقتل مدنيين وإلحاق أضرار بمواقع عسكرية سورية، على الرغم من أن الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع لا تشكل أي تهديد.
وأكد الشيباني أن مسيحيي سوريا وأكرادها وعلويينها ودروزها وعربها يرفضون التدخل الأجنبي ومحاولات إسرائيل تصوير سوريا بأنها مقسمة، مشيرا إلى أن حتى اليهود السوريين يعارضون هذه السياسات.
دمشق تؤكد أن ادعاءات إسرائيل بحماية الدروز السوريين هي ذريعة لانتهاك السيادة السورية.
وحذر الشيباني من أن النهج التوسعي الإسرائيلي والمبالغة في التهديدات واستخفافها بالأمن الإقليمي سيجر المنطقة إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار.
وأضاف أن “تصرفات إسرائيل تخلق بيئة خصبة للمجموعات المرتبطة بإيران لزعزعة استقرار سوريا”، داعيا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لنشر قوات فك الاشتباك في المنطقة العازلة.
واحتل الجيش الإسرائيلي المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان في أوائل كانون الأول، منتهكا اتفاق فك الاشتباك الذي أبرم عام 1974 مع سوريا، في خطوة وسعت سيطرة إسرائيل على المنطقة.
ونقل الشيباني إحباط قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) التي تشعر بالعجز بسبب العراقيل الإسرائيلية، وجدد مطالبة سوريا بالتطبيق الكامل للقرار 497 لاستعادة خطوط ما قبل الرابع من حزيران 1967.
وفيما يتعلق بغزة، أكد الشيباني دعم سوريا للفلسطينيين الذين يعانون من الغارات الجوية المتواصلة والحصار الخانق والتجويع المتعمد والهجمات على المسعفين والصحفيين، والتي تنتهك وقف إطلاق النار الهش، على حد قوله.
وحذر من أن “هذه الانتهاكات لا تتسبب في مأساة إنسانية فحسب، بل وتؤدي أيضا إلى ترسيخ عدم الاستقرار الإقليمي”، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود.
ودعا الشيباني الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى رفع العقوبات عن سوريا، التي تعاقب الآن ضحايا النظام السابق وتمنع الوصول إلى المواد والتمويل والخدمات الأساسية لإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن العقوبات والدمار يعملان على تثبيط عزيمة اللاجئين عن العودة، وهو حجر الزاوية في التعافي.
وحث المجلس على دعم آليات العدالة، وتطوير رؤية منسقة لإعادة الإعمار، وفتح مسارات التجارة، وضمان العودة الآمنة والكريمة للاجئين.
المصدر_ Anadolu Agenci
