الثورة اون لاين _ براء الأحمد:
بحث وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا اليوم مع ممثلي المنظمات الدولية العاملة في سورية موضوع التغيرات المناخية وأثرها السلبي على القطاع الزراعي والذي يمكن أن يمتد لسنوات، والتشارك في الرؤى لتأسيس مشاريع لتخفيف أثر هذه التغيرات على المجتمع المحلي وعلى الموارد والبيئة، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد اليوم في وزارة الزراعة بحضور ممثلين أيضاُ عن وزارتي الموارد المائية والإدارة المحلية وهيئة التخطيط والتعاون الدولي.
وأكد قطنا أن الهدف من هذا الاجتماع النوعي التخصصي هو إعلان حالة الطوارئ فيما يتعلق بالتغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة وخاصة سورية والتي كان لها أثراً سلبياً على الإنتاج الزراعي، حيث فقدنا مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير البعل، والمراعي الطبيعية اللازمة لتغذية الثروة الحيوانية من المواشي كالأغنام والماعز، وتضررت مناطق الغابات والأشجار المثمرة المزروعة بعلاً.
وبين الوزير أنه تم خلال الاجتماع تبادل الآراء مع المنظمات حول خطة الاستجابة وكيف يمكن تحقيق مشروع لتعزيز سبل العيش بأسرع وقت ممكن، حيث تم السير باتجاهين الأول يتعلق بالتدخل المباشر والثاني يرتبط بوضع خطة عمل واستراتيجية للتنبؤ بالتغيرات المناخية ورصد أثرها على القطاع الزراعي وكيفية التعامل معها خلال السنوات القادمة وخاصة أن كافة محطات الرصد العلمية تبين أننا مقبلون على تغيرات مناخية قد تمتد لسنوات وبالتالي هناك ضرورة لتكوين مشروع واستراتيجية وطنية لمواجهة أثر هذه التغيرات مع وجود نظام إنذار مبكر نستطيع من خلاله التنبؤ مستقبلاً بأي تغييرات وأثرها على السكان وتحديد ما يجب فعله لتجنب آثارها على البيئة والمناخ والصحة والتعليم والاستقرار والإنتاج.
وأشار الوزير إلى انه تم الاتفاق على وضع خطة مشتركة من قبل ممثلين ومندوبين من كافة الجهات والمنظمات عبر اجتماع سيعقد في بداية الشهر القادم وسيتم إعداد هذه الخطة خلال 15 يوم ليكون هناك تدخل فوري ومباشر، بالإضافة لوضع خطة متوسطة الأجل لمدة ثلاث سنوات وأخرى طويلة الأجل وتوزيع الأدوار بين الجميع بما يحقق التكامل والتعاون لمعالجة المشاكل المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي والمائي وبرامج الاستدامة ومعالجة حالات الفقر التي ستظهر نتيجة هذه التغيرات، ولفت إلى انه سيتم خلال هذه الفترة تنظيم المجتمع المحلي لدعم الأسر الريفية والزراعات الأسرية لتوفير مصادر غذاء على المستوى المحلي، وتعزيز محطات الرصد وإحداث مديرية للتغيرات المناخية.
و بين مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد أهمية التعاون مع المنظمات والهيئات العربية والدولية لمناقشة أثر التغير المناخي والتكيف معها في سورية، لافتاً إلى أنه تم التوصل خلال الاجتماع إلى نتائج مهمة جداً للتعاون بين الجميع لتنفيذ برامج تنموية مستدامة في سورية استجابة لسبل العيش، مشيراً إلى وجود مشروع جديد سينطلق قريباً في سورية لمساعدة الفلاحين والأسر الريفية من خلال تقديم الدعم لهم وكل ما يحتاجون إليه من مستلزمات الزراعة لاستمرار البقاء في أرضهم والإنتاج وتحسين مستوى دخلهم.
وأكد ممثل المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة في سورية مايك روبيسون أنه تم الإجماع على ضرورة وجود برنامج استجابة جديد حول تغير المناخ في سورية وضرورة التنسيق بين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة إضافة الى الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية لمواجهة ذلك.
حضر الاجتماع ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو بدمشق مايك روبسون الذي يمثل أيضاً المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة عمران ريزا، وممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتور إياد نصر، ورئيس المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة إيكاردا الدكتور مجد جمال، وممثلي منظمات الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة والأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة أوكسفام ومنظمة مكافحة الجوع وشبكة الآغا خان وبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وممثل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.