الثورة :
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، أنه نفذ عملية جوية استهدفت قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة، وقال في بيان مقتضب إن “الجيش وجهاز الشاباك، عبر سلاح الجو، نفذا هجوماً دقيقاً على قيادة حماس”.
مصادر إسرائيلية، بينها القناة 14 العبرية، ذكرت أن العملية استهدفت شخصيات بارزة، من بينهم خليل الحية وزاهر جبارين، وأكدت أن مقاتلات حربية نفذت الهجوم وأن الجيش “ينتظر نتائج محاولة الاغتيال”.
بالتوازي، أكدت مصادر قيادية في حركة حماس للجزيرة أن الاستهداف وقع أثناء اجتماع وفدها المفاوض في الدوحة، حيث كان يبحث مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقد دوّت عدة انفجارات في العاصمة القطرية، وأفادت شهود عيان بارتفاع أعمدة الدخان في سماء المدينة، في مشهد غير مسبوق يطرح تساؤلات حول تداعيات هذا الهجوم على الأمن الإقليمي.
تأتي العملية بعد أكثر من عام على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، في طهران يوم 31 تموز/يوليو الماضي، وقد قُتل هنية إثر هجوم استهدف مقر إقامته عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
العملية حينها أثارت صدمة واسعة، خاصة أنها نُفذت في قلب العاصمة الإيرانية، ونفت طهران أن يكون عناصر من الداخل قد ساعدوا على تنفيذها. واليوم، يتكرر السيناريو لكن في الدوحة، ما يعكس إصرار إسرائيل على ملاحقة قيادات الحركة أينما كانوا.
رسائل إسرائيل من استهداف الدوحة تتمثل في كسر الخطوط الحمراء فالعملية تحمل رسالة واضحة بأن إسرائيل مستعدة لتوسيع دائرة استهدافاتها حتى في دول حليفة للغرب مثل قطر، ما يعني تجاوزاً لخطوط حمراء تقليدية كانت تقيّد مثل هذه العمليات.
كما تهدف إلى الضغط على مسار المفاوضات، إذ أن استهداف وفد التفاوض مباشرة يُظهر رغبة إسرائيلية في تغيير قواعد اللعبة، وربما دفع حماس إلى تقديم تنازلات تحت التهديد أو تعطيل المسار التفاوضي برمّته، علاوة عن تعزيز الردع الداخلي فالقيادة الإسرائيلية تريد أن تظهر لجمهورها أنها قادرة على ضرب حماس في أي مكان، بعد الانتقادات التي طالت الجيش على خلفية استمرار إطلاق الصواريخ من غزة.
ويضع الاستهداف ملف الوساطة الأميركية في مأزق كبير، فالمبعوث الأميركي كان يدفع باتجاه تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس عبر الوسيط القطري، غير أن العملية قد تُفشل المسار بأكمله، وتعيد التصعيد إلى الميدان العسكري، كما أن ضرب وفد حماس في الدوحة قد يُضعف ثقة الحركة بالوساطات الإقليمية والدولية، ويعزز التيار الرافض لأي تفاوض داخلها، ما ينذر بموجة تصعيد جديدة في غزة قد تكون أكثر عنفاً.