“إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات” في طرطوس

الثورة – مها يوسف:

“إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات” عنوان المحاضرة التي أقامها مركز البحوث العلمية الزراعية في طرطوس اليوم، وذلك بمشاركة 27 فنياً من المركز واتحاد الفلاحين والإرشاد الزراعي، ضمن إطار الجهود العلمية والبحثية الهادفة إلى حماية الغابات والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية.

توزعت أعمال الندوة على أربعة محاور رئيسة، تناولت أسباب الحرائق وطرق الوقاية منها والآثار المترتبة عليها إضافة إلى أساليب إعادة التأهيل بالطرق التقليدية والحديثة.

الخطر الأكبر على الغابات

تحدثت المهندسة منى ضوميط حول موضوع “حرائق الغابات الأسباب وطرق الوقاية”، موضحة أن الأراضي الجراحية تشكل نحو 2,8 بالمئة من مساحة القطر، وتؤدي دوراً حيوياً في حماية المساقط المائية والوقاية من انجراف التربة والحفاظ على التنوع الحيوي، إلا أن ما يقارب 60 بالمئة من هذه المساحات قد تضرر نتيجة الحرائق والرعي الجائر والتعديات البشرية، مؤكدة أن الحرائق المتكررة تعد العدو الأكثر فتكاً بالغطاء النباتي وخاصة الغابات الصنوبرية، إذ تساهم سرعة انتشارها وصعوبة إخمادها في تدمير مساحات واسعة خلال دقائق، فيما استغرقت الطبيعة مئات السنين لتكوينها.

وبيّنت أن أسباب الحرائق، إما عوامل طبيعية مثل الصواعق وحمم البراكين، أو بشرية ناجمة عن الإهمال أو النشاطات المباشرة للإنسان.

كما أشارت إلى ضرورة اتباع إجراءات الوقائية كخفض الكثافة النباتية في الغابات و إدارة مخلفات التشذيب وإنشاء خطوط نار لمنع امتداد الحرائق في حال حدوثها.

آثار ممتدة تتجاوز البيئة

ومن جانبها تحدثت الدكتورة إيفلين فرحا عن “التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لحرائق الغابات”، مؤكدة أن حرائق الغابات تعد من أخطر الكوارث البيئية التي تتفاقم عالميا نتيجة التغير المناخي والنشاط البشري والتوسع العمراني، حيث تمتد آثارها لتشمل البيئة والاقتصاد والصحة العامة والمناخ.

وشرحت أن التأثيرات المباشرة تتجلى في تدمير الغطاء النباتي، وفقدان التنوع البيولوجي وتلف البنى التحتية وتدهور التربة، إلى جانب الخسائر البشرية، أما التأثيرات غير المباشرة فتشمل تلوث الهواء وتراجع جودة المياه وارتفاع مخاطر الفيضانات والانهيارات الأرضية والخسائر الاقتصادية إضافة إلى الآثار النفسية والاجتماعية.

بين التجديد الطبيعي والتدخل البشري

كما استعرضت المهندسة رشا خضر أسس إعادة تأهيل المواقع المحروقة بالطرق التقليدية.

وأوضحت أن إعادة التأهيل بعد الحرائق تتطلب خطوات متكاملة و تقييماً دقيقاً للأضرار لبقايا النظام البيئي ووضع استراتيجيات لإعادة التأهيل وإحياء الأراضي المتضررة، إما من عبر التجديد الطبيعي الغطاء النباتي أو من خلال التدخل البشري وزراعة أنواع نباتية ملائمة للبيئة المحلية.

كما استعرضت أهم إجراءات إعادة التأهيل وهي تقييم الضرر الناتج عن الحريق، وإعادة التأهيل البيئي وإدارة الموقع والمراقبة والتقييم.

آفاق جديدة لإعادة التأهيل

اختتمت المحاور المهندسة عبير علي، وقدمت ورقة عمل تحت عنوان “إعادة تأهيل المواقع المحروقة بالطرق الذكية”، مشيرة إلى أن توظيف التكنولوجيا الحديثة أصبح ضرورة ملحة في مواجهة تحديات الحرائق، إذ تتيح استخدام تقنيات ذكية مثل الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي في تقييم الأضرار بدقة، وتخطيط إعادة التشجير ومراقبة التنوع البيولوجي، بما يسهم في استعادة النظم الإيكولوجية بشكل فعال.

ولفتت إلى أن نجاح هذه التقنيات يحتاج إلى التغلب على التحديات المرتبطة بالفجوة التكنولوجية وارتفاع التكاليف، من خلال بناء شراكات دولية والاستثمار في التدريب وتطوير البنية التحتية.

وأكد رئيس مركز البحوث العلمية الدكتور أحمد يوسف أحمد أهمية التواصل والتشارك بين القطاعات الزراعية المختلفة، لتبادل الخبرات والمعرفة والبحوث ضمن الأسرة الزراعية بطرطوس.

واختُتمت الندوة بجلسة نقاش مفتوحة بين المشاركين، وتم تبادل الأفكار والمقترحات حول سبل تعزيز إدارة الغابات وحمايتها من الحرائق وإعادة تأهيلها بطرق مستدامة، بما يضمن استمرارها كإرث طبيعي وبيئي للأجيال القادمة.

آخر الأخبار
سورية وإندونيسيا.. شراكة رياضية تنطلق بثقة تعاون مع اليابان في مجالي الإنذار المبكر والرصد الزلزالي مهرجان التحرير الأول يضيء سماء طرطوس.. وعروض فنية ورياضية مبهرة  عودة أكثر من 120 أسرة إلى قرية ديمو بريف حماة الغربي ضوابط القيد والقبول في الصف الأول الثانوي للعام الدراسي القادم نضال الشعار  .. الوزير الذي ربط الجامعات بالوزارات؛ والناس بالاقتصاد   "عمال درعا".. يطالب بتثبيت العمال المؤقتين وإعادة المفصولين  عناية مميزة بقطاع الخيول في حلب الشيباني: العلاقة مع كرواتيا ستكون متعددة الجوانب.. غرليتش رادمان: ندعم استقرار سوريا "ساهم".. تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة في إعزاز  طرطوس تكرّم متفوقيها في الشهادتين  بنزين ومازوت سوريا.. ضعف العالمي وأغلى من دول الجوار  نائب أميركي: حكومة نتنياهو "خرجت عن السيطرة" بعد هجوم الدوحة السعودية:الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا انتهاك للقانون الدولي "أهلاً يا مدرستي".. تهيئة الأطفال للعام الدراسي مباحثات استثمارية بين سوريا وغرفة التجارة الأميركية "المعلم المبدع".. في درعا إدانات دولية متصاعدة للعدوان الإسرائيلي على قطر: تهديد للأمن الإقليمي "الشمول المالي الرقمي".. شراكة المصارف والتكنولوجيا من أجل اقتصاد واعد الشيباني يستقبل وزير الخارجية الكرواتي