إدانات دولية متصاعدة للعدوان الإسرائيلي على قطر: تهديد للأمن الإقليمي
الثورة:
أثار العدوان الإسرائيلي الجوي على دولة قطر، موجة إدانات واسعة، وصفته الولايات المتحدة بأنه أحادي الجانب لا يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية، فيما اعتبرته روسيا انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتعدياً على سيادة دولة مستقلة وسلامة أراضيها، كما عارضته الصين بشدة، ووصفته اليابان بأنه تهديد لسيادة قطر وللأمن الإقليمي، بينما قالت المفوضية الأوروبية إنها ستقترح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين وتعليقاً جزئياً لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، على حين طالبت الجزائر بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي على خلفية العدوان الإسرائيلي.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الغارة إنه “مستاء جدا من الأمر برمته” وإنه سيدلي بإفادة كاملة عن المسألة اليوم الأربعاء، وأضاف الرئيس الأميركي وفق وكالة رويترز، لدى وصوله إلى أحد المطاعم في واشنطن: “لست سعيداً بذلك. إنه ليس وضعاً جيداً ولكنني سأقول هذا: نريد استعادة الرهائن، ولكننا لسنا سعداء بالطريقة التي سارت بها الأمور”.
وقال ترامب إنه يشعر بالأسف لأن الهجوم وقع في الدولة العربية الخليجية، التي تعد حليفاً رئيسياً لواشنطن من خارج حلف شمال الأطلسي والتي تتخذها حركة حماس قاعدة سياسية لها منذ فترة طويلة.
وذكر ترامب في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أن إدارته تلقت تحذيراً من الجيش الأميركي قبيل وقوع الهجوم مباشرة، لكنه لم يذكر ما إذا كانت “إسرائيل” هي التي أبلغت الجيش أم لا. وكتب ترامب “القصف الأحادي داخل قطر لا يخدم أهداف إسرائيل وأميركا؛ فقطر دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة وتعمل جاهدة في المخاطرة بشجاعة معنا للتوسط من أجل السلام”.
وفي موسكو، نددت روسيا، اليوم الأربعاء، بالهجوم الإسرائيلي على أعضاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة، وحثت جميع الأطراف على الامتناع عن أي أعمال من شأنها تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “تعد روسيا هذه الواقعة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتعدياً على سيادة دولة مستقلة وسلامة أراضيها، وخطوة تؤدي إلى مزيد من التصعيد وزعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط”.
وفي بكين، نددت وزارة الخارجية الصينية بالهجمات الإسرائيلية على الدوحة، وربطتها بما وصفته بأنه “موقف غير متوازن لبعض القوى الخارجية تجاه قضايا الشرق الأوسط”، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحفي دوري: إن بكين تعارض بشدة انتهاك “إسرائيل” لسيادة قطر، وأضاف، وفق “رويترز”: “تحث الصين بشدة جميع الأطراف المعنية، وخاصة “إسرائيل”، على بذل جهود إيجابية أكبر لتهدئة القتال واستئناف المفاوضات بدلاً من فعل العكس”. وفي طوكيو، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي: إن بلاده تندد بشدة بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة وتعتبره تهديداً لسيادة قطر والأمن الإقليمي.
ووصف هاياشي الهجوم بأنه “عقبة أمام الجهود الدبلوماسية” الرامية لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، معبراً عن تضامنه مع قطر وحثّ “إسرائيل” على العودة إلى المفاوضات.
وفي بروكسل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: إن المفوضية ستقترح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين وتعليقاً جزئياً لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل”، ليستهدف المسائل المتعلقة بالتجارة. وأضافت فون دير لاين في تصريحات أدلت بها خلال الخطاب السنوي لحالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج، والذي يوضح أولوياتها للعام المقبل: “ما يحدث في غزة هزّ ضمير العالم” وأقرت بوجود انقسامات داخل أوروبا بشأن غزة، لكنها تعهدت بأن تبذل المفوضية كل ما في وسعها بمفردها. وقالت وفق “رويترز”: “سنقترح فرض عقوبات على الوزراء المتطرفين والمستوطنين الذين يمارسون العنف. وسنقترح أيضاً تعليقاً جزئياً لاتفاقية الشراكة بشأن المسائل المتعلقة بالتجارة”.
ولم تذكر أسماء الوزراء كما لم تحدد “التدابير المتعلقة بالتجارة” التي ستقترح المفوضية تعليقها. وبحسب وكالة رويترز، قال دبلوماسيون يوم أمس: إن الجزائر طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد أن نفذت إسرائيل هجوماً على قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطر. وأضاف الدبلوماسيون: إن الجزائر طلبت عقد اجتماع المجلس المكون من 15 عضواً يوم الأربعاء.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد ندد بالهجوم، وقال: إن قطر تلعب دوراً إيجابياً للغاية في السعي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس. من جانبه، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء أمس: إن دولة قطر تعرضت لهجوم إسرائيلي “غادر” يشكل “إرهاب دولة” مؤكداً أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها وستتعامل بحزم مع أي اختراق أمني.
وفي مؤتمر صحفي، نقلته “الجزيرة”، شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن على أن قطر تحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم السافر، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية باشرت التعامل الفوري مع الحادث، وتم حصر الإصابات والضحايا. وأضاف رئيس الوزراء القطري: إن “ما وقع هو إرهاب دولة ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي” لافتاً إلى أن “الهجوم لم يتجاوز القوانين الدولية فحسب، بل تعدى أيضاً كل المعايير الأخلاقية”. وكشف الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن تشكيل فريق قانوني لاتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على هذا الهجوم، مؤكداً أن “ما جرى رسالة خطيرة إلى المنطقة مفادها أن هناك لاعباً مارقاً يمارس عربدة سياسية”.
وحمّل رئيسُ وزراء دولة قطر رئيسَ الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد، قائلاً: “نتنياهو يقود المنطقة إلى مستوى لا يمكن إصلاحه، ويجب الرد بشكل موحد على همجيته” وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن “لا يجوز التغاضي عن أفعال “إسرائيل”، ويجب اتخاذ كل الإجراءات ضدها”.