ماجد المالكي – كاتب سعودي
في المشهد السوري الجديد، حيث تنفض البلاد عن كاهلها غبار عقودٍ طويلة من الجمود والوصاية، يطلّ اسم الدكتور نضال الشعار كواحدٍ من أبرز رجالات الاقتصاد الذين اختاروا أن يكونوا في صف البناء لا في صف الندم.
رجلٌ درس الاقتصاد وعلّمه ، ثم حمل همّه في قاعات الجامعات كما في دهاليز القرار، ليغدو لاحقاً وزيراً للاقتصاد في زمن ما بعد السقوط، زمن يتطلّب عقلًاً يقظاً وإرادةً لا تعرف التردد.
من يتابع صفحة الشعار على منصات التواصل الاجتماعي لا يلمس فقط لغة الأرقام أو جفاف المعادلات، بل يجد روحاً إنسانية قريبة من الناس، يمازج فيها بين التحليل الرصين والابتسامة الهادئة، فيرد على المتابعين بأناة ويصغي إلى أسئلتهم كما لو كانوا شركاء في مشروع وطني مشترك.
هذه القدرة على التفاعل اللطيف منحت صورته العامة مسحةً من القرب والود، بعيداً عن الجدران العازلة التي اعتادها السوريون مع كثير من الوزراء السابقين.
المراحل المفصلية في مسيرته تعكس رجلاً أدرك أن الاقتصاد ليس أرقاماً جامدة بل سياسة حياة.
فبعد سقوط النظام السابق وجد نفسه أمام فرصة تاريخية لإعادة رسم الخريطة الاقتصادية لبلدٍ أنهكته الحرب والعزلة، فلم يتردد في فتح النوافذ نحو الخليج والعالم، مؤكداً أنّ سوريا الجديدة لن تبني جداراً آخر ، بل ستبني جسوراً من استثمارات ومبادرات تعيد للدولة مكانتها.
الشعار لم يكتفِ بالتصريحات ، بل دفع بمشاريع إصلاحية جريئة؛ من إطلاق برامج لدعم ريادة الأعمال، إلى تشجيع الاستثمارات السعودية والخليجية، مروراً بملفات إعادة هيكلة التجارة الخارجية وتبسيط الإجراءات الجمركية.
ولعلّ أهم ما يميّزه هو أنّه لا يكتفي بالمخاطبة من فوق، بل يضع نفسه في موقع المتعلم والمتفاعل، يعترف بما لم يُنجز بعد، ويشدّد على أن الشفافية هي الطريق الوحيد لإقناع المواطن.
هكذا يمزج نضال الشعار بين شخصية الوزير الأكاديمي، ووجه الإنسان القريب من جمهوره، وفي زمن تتنازع فيه سوريا على سرديتها الجديدة، يبدو الشعار واحداً من الأصوات التي تقدّم اقتصاداً بوجه إنساني، يذكّرنا أن المعركة ليست فقط في البورصات أو الموازنات، بل في كسب ثقة الناس وإشراكهم في صناعة الغد.