البحوث الزراعية بطرطوس: التجارب الحالية تدرس إمكانية نجاح أصناف من الزراعات الاستوائية المدارية في البيئة الساحلية

الثورة أون لاين – وفاء فرج:

نجحت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعة في إنتاج أصناف من التفاح تتناسب والبيئة السورية وأذواق المستهلكين وحاجات التصدير إلا أن المسألة تتعلق بدخول أصناف وأنواع من الفاكهة غير مراقبة وغير معروفة الأصل وتطعم محلياً وتباع من دون مراقبة منها التفاح والخوخ والمشمش وكذلك أشجار الفاكهة الاستوائية.
الدكتور سمير الأحمد باحث في مركز البحوث العلمية الزراعية في طرطوس أوضح أنه تم إجراء الدراسة من قبل إدارة بحوث الموارد الطبيعية في طرطوس على أصناف الأشجار المدارية، موضحاً أن المانغو شجرة استوائية يمكن زراعتها في المناطق المدارية وشبه المدارية وهي حساسة للصقيع لذلك اختير سهل عكار لتنفيذ التجارب في محطة بحوث زاهد بطرطوس وقد تم إدخال المانغو إلى سورية منذ سنوات عديدة بجهود فردية من قبل المهتمين ولذلك هي موجودة في البيئة السورية وقد تكون موجودة منذ عشر سنوات، لافتاً إلى أن هذه الشجرة تعطي إنتاجاً جيداً، مبيناً أن ثمار المانغو يتم تسويقها محلياً وهناك طلب عليها لأنها ثمار ذات نكهة طيبة وغنية بالعناصر الغذائية ولها فوائد طبية.
وأضاف أنه في العام ٢٠٢٠ تم زراعة ٣٦ غرسة من المانغو لدراسة مدى تأقلمها مع البيئة الساحلية في سهل عكار بطرطوس ودراسة إنتاجية هذه الأشجار وتأثير الأسمدة الآزوتية فقط على إنتاجيتها.
وحول أثر إدخال هذه الأصناف على المحلية منها قال إن شجرة المانغو هي شجرة موطنها الأصلي الهند والهند الصينية ونشأت وتم نشر زراعتها أيضاً في اليمن ومصر والسودان. مشيراً إلى أن هناك أصنافاً محلية من المانغو وكل الأشجار المزروعة منذ عشر سنوات وحتى الآن أدخلت إلى البلاد بعضها تأقلم مع ظروف البيئة السورية وبدأت بالإنتاج لذلك تأثير هذه الأشجار على بعضها البعض طالما هو محكوم من قبل الإنسان وتحت سيطرته، مؤكداً أن التأثير سيكون بالمنحى الإيجابي حيث يقوم بعض المزارعين بإجراء التطعيم بين هذه الأشجار لتحسين النوعية والمذاق والمنظر وحجم الثمرة والطعم بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية، ولذلك التأثير أمر إيجابي في البيئة السورية، مبيناً أنه وحتى الآن لم يثبت تأثير سلبي على بعضها البعض وهو قد يكون بسبب الانتشار البطيء لهذه الأشجار في هذه البيئة.
وبخصوص مراقبة دخول الأصناف إلى سورية ومواءمتها للظروف المناخية قال: نحن هيئة بحثية علمية وهذا الأمر ليس من اختصاصنا وهناك جهات أخرى تابعة لوزارة الزراعة قادرة على مراقبة دخول الأصناف إلى القطر ووفق الأنظمة والقوانين الناظمة لذلك وبالنسبة لمواءمتها لظروف البيئة السورية فمن خلال تجاربنا الحالية التي تنفذ نقوم بدراسة هذا الموضوع كي نتمكن من الوقوف على الأصناف المدروسة لدينا في المحطة إن كانت توائم الظروف البيئة السورية في سهل عكار وذات إنتاجية عالية وفق هذه الظروف وهل تتعرض لبعض الإصابات الحشرية بالإضافة إلى مدى استجابة هذه الأصناف للخصوبة وللأسمدة المعدنية التي يمكن إضافتها ونخص بالذكر الدراسة الخاصة بتأثير الكميات ومحتويات الأسمدة الآزوتية على هذه الأشجار.
وبين أن ثمار المانغو غالية الثمن وتتميز بخصائص غذائية وطبية مفيدة جداً. لذلك فإن انتشار هذه الزراعات في سهل عكار قد يعود بفائدة اقتصادية جيدة على المزارعين واذا استطعنا نشر هذه الزراعة وكانت هناك كميات من الانتاج فهي ستغطي السوق المحلية وبالتالي سوف نتوقف عن استيراد هذه الثمار من الدول الأخرى وتوفير القطع الأجنبي على الخزينة.
من جهته رئيس مجلس إدارة غرفة زراعة دمشق المهندس عمر الشالط أوضح للثورة أن عدداً من الفلاحين بطرطوس اتجه منذ خمس سنوات مضت وحتى الآن إلى بعض الزراعات البديلة التي تحقق لهم الجدوى الاقتصادية والزراعية ومن أهمها زراعة الأشجار الاستوائية المتميزة بنوعيتها وإنتاجيتها بالاعتماد على خبرتهم وخبرة بعض معارفهم التي اكتسبوها من خلال تجارب عالمية اطلعوا عليها عبر الانترنت.
ودعا الشالط إلى دراسة التجربة وغيرها من التجارب وتعميمها في حال نجاحها والعمل أيضاً على تطويرها عن طريق توريد أغراس آمنة أو القيام بزراعتها وتطعيمها وبيعها للمزارعين بأسعار تقل عن أسعار المشاتل الخاصة، والسعي لاستنباط أنواع وأصناف جديدة قابلة للحياة في الساحل مع دراسة المناخ والطقس المناسب لكل صنف والمساعدة في التسويق إلى الأسواق الداخلية والمجاورة.
ودعا الشالط إلى مراقبة دخول بعض الأصناف الزراعية سواء الاستوائية والحراجية ونباتات الزينة بهدف معرفة ما هو موجود لدينا بحيث يكون هناك دليل زراعي للأشجار المثمرة والحراجية والاستوائية ونباتات الزينة والاستفادة من الأصول الوراثية للأصناف المحلية وأن يكون هناك ربط بين الأصناف المحلية والمستوردة.

آخر الأخبار
دمج الأطفال بأنشطة حسية ولغوية مشتركة تعزز ثقتهم بأنفسهم     إغلاق مصفاة حمص وتحويل الموقع لمستشفيات ومدارس        لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي