الثورة – ميساء الجردي:
ندوات وجلسات توعوية متعددة الجوانب ضمن نشاطات حملة 16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي قامت بها مبادرة أهل الشام على مستوى دمشق وريفها ومحافظتي درعا والقنيطرة بهدف التغيير وخلق مساحات آمنه والحد من الممارسات الضارة التي تقع على المرأة والأطفال وغيرهم من الشرائح المعنفة.
تبين ليانا رسلان مديرة العلاقات العامة في مؤسسة مبادرة أهل الشام أهم النقاط التي تم العمل عليها لتمكين المرأة ورفع المستوى القيادي لديها وتعزيز ثقافة الحوار لدى أفراد الأسرة مشيرة إلى أن المبادرة بدأت عملها في عام 2012 وكانت تحت مسمى لجنة مركزية تحوي مجموعة جمعيات كانوا يقدمون استجابات سريعة للمناطق الأكثر احتياجا مثل إرسال قوافل المساعدات والسلل الغذائية. وبعدها تم إشهار المؤسسة وتطور عملها ليصبح تنمويا إلى جانب العمل الإغاثي واشتهرت المبادرة في عام 2018 كمؤسسة تنموية تقدم خدماتها في دمشق وريفها وفي محافظتي درعا والقنيطرة. والتي من أهمها دعم وتمكين الشباب واليافعين على تنفيذ مشاريع صغيرة خاصة بهم بعد تدريبهم، وتنفيذ مشاريع تتعلق بدعم سبل العيش لدى المزارعين وخاصة في منطقة القلمون الشرقي.
وأشارت رسلان إلى أن المؤسسة تقدم خدماتها لأكثر من 57 جمعية منتشرة في ريف دمشق، مستفيدين من السلل الغذائية، وهناك مشاريع أخرى منها مشروع كفالة اليتيم الذي يقدم الخدمات لأكثر من 450 يتيما، وهناك مشروع كفالة طلاب العلم، ومشروع الصندوق الطبي، وهناك أكثر من 6 آلاف عائلة تستفيد من خدمات المبادرة بشكل شهري. إضافة للدورات المهنية مثل النجارة والحلاقة والخياطة، ودورات ريادة الأعمال والمهارات الحياتية والأنشطة الترفيهية. والتي أغلبها يقدم للشباب واليافعين حتى عمر 24 سنة، وهناك تشبيك مع الجهات التي تتعاون معنا لدعمهم في تنفيذ بعض مشاريعهم الصغيرة.
وأكدت مشرفة مشروع التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي صفا إبراهيم على جملة من الأنشطة والفعاليات التي تدعم المرأة وثقافة الحوار الأسري والتوعية في مجال المساهمة في تقديم الرأي وصنع القرار من خلال أكثر من 20 جلسة توعية أقامتها المبادرة في المناطق البعيدة التي لا يوجد فيها الكثير من التدخلات من قبل جمعيات أو منظمات، حيث تم تنفيذ جلسات توعية في كل مراكز المبادرة الموجودة في دمشق وريفها وفي جرمانا وسقبا وقطنا بالتنسيق مع الجمعيات التي تعمل مع المبادرة، وكان التركيز على توضح قيمة وفكرة مناسبة حملة الـ 16 يوما وجملة من المواضيع المتعلقة بحقوق المرأة وحول توضيح المصطلحات التي تخص هذا الجانب وشرح المفاهيم المتعلقة بالجندر والعنف القائم على النوع الاجتماعي والفرق بين (جنس وجندر) وما هي أشكال العنف والآثار التي تترتب على الأشخاص المعنفين وعلى المجتمع ككل، إضافة إلى وضع حلول للحد من هذه الظواهر.
وأشارت إبراهيم إلى الإقبال الكبير والتفاعل الذي وجدوه من قبل الناس في تلك المناطق وخاصة السيدات بعد سماع الكثير من القصص والمواضيع التي تلامس حياتهن، لافتا إلى أن التوعية كانت شاملة لجميع الشرائح من نساء ورجال لأن الموضوع يخص الجميع، وقد تمت الاستعانة بمفاتيح القوة الموجودين في هذه المناطق مثل مديري المدارس والمجالس البلدية والمخاتير باعتبارهم مصادر قوة في هذه الأماكن. وبينت أن المرحلة الأصعب في هذا العمل هو أن الشخص المعنف يجب أن يقتنع بألا يبرر العنف الذي يتلقاه انطلاقا من عادات اجتماعية بالية ولأنه لا يعرف ما هي حقوقه.
وأوضحت مديرة المشروع أن هذا العام هو الأول بالنسبة للتطبيق العملي على الأرض بخصوص حملة الـ16 يوما وتنفيذ جلسات توعية وأنشطة ولكن هناك مشاركة واسعة من قبل المبادرة عن طريق الصفحة الاجتماعية خلال السنوات الماضية لمناهضة العنف ودعم الموضوع. ويتم التركيز اليوم على وضع خطة سنوية للعمل في موضوع التوعية بما يخص المرأة بشكل عام وموضوع العنف القائم على النوع الاجتماعي وخاصة أن هناك لغطا تجاه هذا المفهوم بأنه موجه ضد المرأة فقط في حين هو موجه ضد الجنسين وبكافة الأعمار.