الثورة – فؤاد الوادي:
أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن وقف المجاعة في مدينة غزة ممكن عبر إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق فوراً.
وقالت الوكالة، في تصريح مقتضب عبر صفحتها على منصة “إكس”، اليوم السبت، إن “وقف الكارثة الجارية، يتطلب إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى غزة عبر الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا.
وأشارت إلى أن مستودعاتها في الأردن ومصر ممتلئة بما يكفي من الغذاء والدواء والمواد الصحية لتعبئة 6 آلاف شاحنة.
وشددت على ضرورة سماح “إسرائيل” بإدخال هذه المساعدات إلى قطاع غزة فوراً.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مصادر طبية في القطاع، اليوم، وفاة 8 فلسطينيين، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت المصادر الطبية، بأن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 281 شهيداً، من بينهم 114 طفلاً.
يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد.
إلى ذلك، دعا مسؤول أممي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة حيال تفشي المجاعة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه المرة الأولى التي تُؤكّد فيها مجاعة في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لمدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية، في برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة جان مارتن باور، الليلة الماضية، حول تقييمه لتقرير المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “آي بي سي”.
وأوضح باور، أن المجاعة تُمثل “حرمانا غذائيا شديدا، وسوء تغذية حاد واسع الانتشار، ووفيات بسبب الجوع”.
وشدد على أهمية حماية أنظمة البيانات التي ستوجه الاستجابات الإنسانية.
وأشار باور إلى أن هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها المجاعة بالشرق الأوسط ما يمثل “لحظة تاريخية”.
في السياق ذاته، أكدت غرفة العمليات الحكومية الفلسطينية للتدخلات الطارئة في المحافظات الفلسطينية الجنوبية أن ما ورد في تقرير لجنة مراجعة المجاعة (FRC) التابعة للأمم المتحدة، والذي كشف أن محافظة غزة دخلت رسميًا مرحلة المجاعة الكاملة – المرحلة الخامسة وفق تصنيف(IPC)، مع توقعات بامتداد الكارثة إلى محافظتي دير البلح وخان يونس خلال الأسابيع المقبلة، هو نتيجة إغلاق المعابر ومنع إدخال الغذاء والمساعدات الإنسانية، إضافةً إلى القيود المشددة المفروضة على إمدادات المياه والصرف الصحي.
وشددت غرفة العمليات الفلسطينية الحكومية في بيان صدر عنها، على أن المجاعة الكارثية التي يواجهها أهل غزة ليست حدثاً طارئاً، بل هي نتاج حصار متواصل منذ 670 يوماً، تم خلاله استغلال حاجة المواطنين الفلسطينيين الماسة للغذاء والماء والدواء، ودفعهم نحو ما يُسمى بمراكز المساعدات، التي تحوّلت إلى مسارات موجّهة للموت الجماعي.