زيارة الرئيس الشرع لـ”البيت الأبيض”.. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟

الثورة – سامر البوظة:
وصول الرئيس أحمد الشرع إلى “البيت الأبيض”، مساء اليوم الاثنين، للقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب،و هو أول رئيس سوري يدخل معقل الرئاسة الأميركية منذ استقلال البلاد عام 1946.
تمثل هذه الزيارة محطة محورية في مسار العلاقات السورية الأميركية، وذلك بعد عقود من القطيعة السياسية والاقتصادية، حيث ترى دمشق في الانفتاح على واشنطن فرصة لتخفيف الضغوط الاقتصادية وتحقيق استقرار داخلي وخارجي.
أيضاً تسعى واشنطن إلى إعادة دمج دمشق ضمن منظومة الاستقرار الإقليمي خصوصاً في الجنوب والبادية، وتركز الإدارة الأميركية على ترتيبات أمنية تمنع أيضاً التصعيد مع إسرائيل وتضمن بذات الوقت مكافحة التنظيمات المتطرفة مثل “داعش”.

كيفية دخول “البيت الأبيض”

الباحث والمحلل السياسي، عبد الله الحمد، أكد أن هذه الزيارة تمثل نجاحاً جديداً للدبلوماسية السورية التي سعت منذ سقوط النظام المخلوع إلى التوجه إلى جميع دول العالم سواء شرقاً أو غرباً، وعملت على إعادة بناء علاقات سوريا سواء كان على المستوى العربي أو الإقليمي أو الدولي، واليوم هذه الزيارة تكلل نجاح الدبلوماسية على مدة عام بما تعطيه من رمزية بأن سوريا وصلت إلى سقف العالم السياسي، ونجحت أيضاً في فتح علاقات ليس علاقات شراكة فحسب، وإنما علاقات استراتيجية.
وفي حديث خاص لصحيفة “الثورة”، بين الحمد أن الولايات المتحدة تنتهج نهجاً جديداً مع الإدارة السورية الجديدة، وتؤكد أنها شريك هام واستراتيجي في صنع المشهد السياسي شرق المتوسط بسبب موقعها الجيوسياسي وبسبب الروافع السياسية الهامة لهذه القيادة، من بينها دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية إضافة إلى تركيا وهما لاعبان فاعلان أساسيان في المشهد السياسي الجديد. والولايات المتحدة تحاول نزع فتيل التوتر في هذه المنطقة وأن تصل إلى صفر مشاكل، وذلك عبر الإدارة السورية الجديدة ودعمها على كافة المستويات سواء سياسياً أو اقتصادياً، واليوم على المستوى الأمني نرى تطوراً جديداً في هذه العلاقة.

ملفات عديدة على طاولة النقاش

فيما يخص الملفات والمواضيع المتوقع بحثها خلال الزيارة والتي تحقق خطوات أو قفزات نوعية في العلاقات السورية الأميركية، لفت الحمد إلى أن أهمها هو موضوع إلغاء العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا من قبل الكونغرس، لاسيما قانون “قيصر” الذي لا يعاقب سوريا فحسب إنما يعاقب من يتعامل مع سوريا اقتصادياً.
وبإزالته سيفتح باباً كبيراً للاستثمارات الهامة في سوريا والشراكات الاقتصادية التي تعود بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على الداخل السوري. أيضاً هناك موضوع هام آخر، قد يكون هناك اتفاق أمني بين القيادة السورية وإسرائيل لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة باتجاه الأراضي السورية والتي قدرت بحوالي 1000 غارة جوية منذ سقوط النظام المخلوع في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، و400 توغل بري، واحتلال مساحة تقدر بـ 650 كيلو متر مربع.
واليوم الوصول لهذه الاتفاقية هام جداً، لإغلاق هذا الخلل الأمني، ولتلتفت الحكومة السورية والسلطة في دمشق لبناء منظومة أو إزاحة تهديد أمني كبير يشوب المشهد، ويعكر المنظر في الاستثمار الاقتصادي الذي تحاول سوريا اليوم أن تكون محطة جذب له من قبل جميع دول العالم. ومن الملفات المتوقع مناقشتها أيضاً، موضوع انضمام سوريا إلى اتفاقية مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، وهذا يعني سحب البساط من تحت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والإعلان بأن سوريا والحكومة السورية هي الشريك الوحيد والفعلي والرسمي في مكافحة الإرهاب.
أيضاً متوقع إنجازات على المستوى العسكري، من خلال بعض صفقات الأسلحة التي يمكن أن يتم توقيعها مع الجانب الأميركي، كون سوريا أصبحت بالضرورة شريكاً استراتيجياً في مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى دورات تدريبية وإعادة تأهيل وتأسيس الجيش السوري الجديد. وكان الرئيس الشرع التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية في مايو/أيار الماضي، حيث أعلن الرئيس الأميركي أنه سيرفع عقوبات استمرت لعقود، واليوم يسعى الرئيس الشرع استغلال هذه الزيارة للدفع نحو الإزالة الكاملة للعقوبات المتبقية المفروضة على سوريا.

الانعكاسات والمكتسبات

أما عن انعكاسات الزيارة، أوضح الحمد أن هناك إنجازات كبيرة لهذه الزيارة من المتوقع أن تنعكس على الصعيد الداخلي في سوريا وخصوصاً على المستوى الاقتصادي، وتحسن الدخل وتشغيل العمالة والقضاء على البطالة من خلال حزمة المشاريع الاستثمارية المتوقع أن تعمل في سوريا، أيضاً تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار.
وعلى المستوى الاجتماعي سيكون هناك فرصة لدخول بعض المنظمات أو جمعيات المجتمع المدني وتفعيلها ضمن سوريا، وحقيقة سوريا اليوم تحتاج إلى حوار وطني شامل بعد العديد من المطبات والتحديات التي واجهتها الحكومة السورية خلال عام من التحرير، من بينها محاولة الانقلاب في الساحل، أيضاً “ميليشيات لحد الجديدة” الموجودة في السويداء التي يترأسها حكمت الهجري والتي تحاول أن تكون ذراعاً متقدمة للإسرائيلي وتحاول أيضاً ضرب البنية الاجتماعية.
بالإضافة إلى ملف دمج “قسد “بما سيعود من خيرات من المنطقة الشرقية سواء كان على مستوى الطاقة من نفط وغاز، أو على مستوى الزراعة من قمح وقطن، أو حتى على مستوى المياه من خلال استجرار المياه من نهر الفرات إلى بعض المحافظات السورية القريبة، خصوصاً أن سوريا اليوم تعاني أزمة مياه شبه جفاف.
على الصعيد العسكري أو الميداني من المتوقع أن يكون هناك بالإضافة إلى ما ذكر، اتفاقيات أو شراكات عسكرية وأمنية، بالإضافة إلى انفتاح اٍلاستخبارات السورية على الاستخبارات الأميركية ووجود قاعدة بيانات مشتركة ما يقوي القاعدة الأمنية ويجعلها أكثر ثباتاً على الأرض. أما على المستوى الأمني وانعكاساته على الإقليم، سيكون تحسن واضح وملموس؛ لأن العالم جرب أن تكون سوريا محطة للفوضى وحصد نتائجاً كارثية، لذلك اليوم القوى العربية والإقليمية والدولية والغربية والأميركية متوافقة على أن تكون سوريا مستقرة، وكما تحدث المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، سابقاً بأن جميع الطرق تؤدي إلى دمشق، وأن في سوريا لن تكون هناك سوى حكومة واحدة وجيش واحد، مع إجماع عربي ودولي وإقليمي على وحدة وسيادة الأراضي السورية وعدم اجتزائها.

سوريا وسياسة التوازن الاستراتيجي

وحول تجدد النقاش عن نهج التوازن الاستراتيجي الذي تتبعه سوريا ضمن معادلة الأقطاب، أوضح المحلل السياسي أن الدبلوماسية السورية تتبع اليوم نهجاً احترافياً عالياً، وقد أثبت نجاحه في أكثر من مجال وأكثر من محور وأكثر من دولة. فخلال شهر واحد كان هناك زيارة للرئيس الشرع إلى روسيا، واليوم إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهذا يعني أن الدبلوماسية السورية تتوجه إلى شرق العالم و غربها، لكي لا تكون محسوبة على طرف وتريد أن تقيم علاقات متوازنة تضمن أمن واستقرار سوريا وتساعد الحكومة السورية على بسط سيطرتها على جميع الأراضي بما ينعكس على الجانب الأمني والاقتصادي والاستثماري. وكان الرئيس الشرع استهل جولته الخارجية بزيارة البرازيل للمشاركة في مؤتمر المناخ “كوب 30” الذي عقد في مدينة بيليم البرازيلية في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قبل توجيه الدعوة له لزيارة الولايات المتحدة.
آخر الأخبار
الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد ازدحام السيارات يهدد هوية دمشق القديمة ويقضم ذاكرة المكان فوضى ارتفاع الأسعار مستمرة.. حبزه: التجار يسعرون عبر الواتس آب مستشفى جبلة الوطني.. خدمات مستمرة على الرغم من الصعوبات "مغارة جوعيت" جمال فريد لم يلتفت إليه أحد!