الثورة – إخلاص علي:
تشهد الأسواق السورية انتشاراً واسعاً لأنواع متعددة من مياه الشرب المعبأة، سواء المعالجة أو المفلترة أو المحلاة، وسط ارتفاع الطلب بسبب شح المياه النظيفة الناتج عن الجفاف، الأمر الذي أوجد أنواعاً مجهولة المصدر بعبوات تبدو غير سليمة ومناسبة لحفظ المياه وبغياب تام للرقابة وغض بصر من الجهات المعنية.
وسط هذه الفوضى في سوق المياه حافظت وحدات تعبئة المياه الطبيعية التابعة للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية على حصتها السوقية بفضل ارتباطها بينابيع طبيعية معروفة مثل الفيجة، بقين، الدريكيش، والسن، التي تتميز بتركيبتها الطبيعية وسمعتها لدى المستهلكين.
أداء إنتاجي ومالي
معاون وزير الاقتصاد والصناعة محمد ياسين حورية، أكد في تصريح خاص لـ”الثورة”، أن الوحدات الإنتاجية حققت إنتاجاً يتجاوز 50 مليون ليتر من مياه الشرب المعبأة حتى تاريخ 31 تشرين الأول 2025، بقيمة مبيعات تصل إلى 80 مليار ليرة سورية، محققة ربحاً صافياً قدره 20 مليار ليرة.
مشيراً إلى أن هذه النتائج تعود إلى جهود العاملين في الوحدات، مع الاستفادة من العلامات التجارية المرتبطة بينابيع طبيعية، ما يمنحها قيمة تجارية عالية ويساعد في مواجهة المنافسة في السوق الداخلية، إذ يتم التسويق عبر موزعين معتمدين في جميع المحافظات.

ضمان الجودة والمراقبة
ورداً على استفسار حول آليات الحفاظ على الجودة، أشار حورية إلى أن المياه مصادرها محمية بحرم يحميها من التلوث، وكل معمل يحتوي على مخبر متكامل يجري تحاليل فيزيائية، كيميائية، وجرثومية في كل مرحلة إنتاجية.
كما يتم أخذ عينات دورية من السوق بعد البيع للتحقق من المطابقة للمواصفات المعتمدة، مع استخدام تعقيم بالأوزون في جميع المعامل لضمان خلو المياه من الملوثات طول فترة الصلاحية.
أما بالنسبة لزيادة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد، أوضح حورية أن المؤسسة تركز حالياً على الصيانة الإسعافية والطارئة لخطوط التعبئة للحفاظ على المستوى الحالي، مع تشكيل لجنة قريباً لتقييم الآلات الموجودة وفق واقعها الفعلي، بعد ذلك، سيتم إعداد دراسات جدوى اقتصادية لاستبدال الآلات أو صيانتها الشاملة، بعد تأمين القطع التبديلية.
وأضاف: معمل “بقين”، على سبيل المثال، يبلغ إنتاجه اليومي 144 ألف ليتر (36 مليون لتر سنوياً بعبوات 1.5 ليتر).
التراخيص
وفيما يتعلق بعدد الشركات المرخصة لتعبئة مياه الشرب ومواقعها، بيّن حورية أن وزارة الاقتصاد والصناعة حددت شروطاً ومواصفات صارمة للتراخيص الجديدة، بالتنسيق مع هيئة الموارد المائية التابعة لوزارة الطاقة، لضمان عدم الإضرار بالمخزون المائي، ولم يتم إبلاغ المؤسسة بأي ترخيص لمعامل جديدة حتى الآن.
أخيراً.. سوق المياه المعبأة يشهد تنافساً حاداً بظل نقص المياه وتعطش السوق، مما يجعل منها هدفاً للغش والمنافسة غير المتوازنة بسبب غياب الضبط والرقابة على عكس المياه المعبأة في وحدات المؤسسة العامة للصناعات الغذائية الموثوقة المصدر والمراقبة والمتابعة من القائمين عليها ما يضمن لها تواجداً قوياً رغم كل المنافسة غير المتوازنة، ولكن ذلك لا يضمن لها الاستمرارية ما لم يتم دعمها وزيادة تواجدها في الأسواق.
