الثورة – سناء عبد الرحمن:
تعد مغارة جوعيت واحدة من أروع الكنوز الطبيعية التي تزخر بها أرض سوريا. تقع هذه المغارة في ريف محافظة طرطوس، إذ تمتد أعماقها لتصل إلى حوالي 1800 متر تحت سطح الأرض. تتميز المغارة بجمال طبيعي أخاذ، إذ تحتوي على تشكيلات جيولوجية متنوعة وفريدة من نوعها، ما يجعلها محط أنظار الزوار والمستكشفين من مختلف أنحاء العالم.
وتعد المغارة إحدى أبرز معالم الجذب السياحي التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي، رغم احتوائها على إمكانيات تجعلها واحدة من الوجهات السياحية الأبرز في سوريا.

وفي حديثه لصحيفة الثورة، أكد الدكتور سعيد إبراهيم، الباحث الجيولوجي في جامعة طرطوس، أهمية مغارة جوعيت باعتبارها واحدة من المعالم الجيولوجية الفريدة التي يمكن أن تمثل نقطة جذب سياحي هامة في المنطقة.
وأشار الدكتور إبراهيم إلى أن المغارة مغلقة حالياً أمام الزوار بسبب وجود نهر صغير يتدفق داخلها في المنطقة التي تؤدي إلى المدخل، ولفت إلى أن درجة حرارة المياه عند المدخل تقدر بحوالي 11 درجة مئوية، وهي باردة جداً، ما يجعل الدخول إليها صعباً ويستلزم الغطس لتجاوز هذه المياه.
وأضاف الدكتور إبراهيم: إن هناك صخرة ضخمة تسد المدخل الرئيسي للمغارة، ما يجعل الوصول إليها أمراً بالغ الصعوبة. ولكن، بمجرد المرور من تحت هذه الصخرة، يتكشف للزوار مشهد ساحر من النوازل الرفيعة والطويلة التي تزين جدران المغارة، إذ يمكن للزوار التنقل بين الممرات التي تمتد لمسافة 1800 متر، ما يعكس الطبيعة الشيقة للمغارة التي تضم شقوقاً وفراغات داخل جدرانها.
إمكانيات استثمار المغارة
وفيما يتعلق بإمكانية استثمار مغارة جوعيت، أشار الدكتور إبراهيم إلى وجود العديد من الطرق التي يمكن أن تسهم في تطوير الموقع، وقال: إن إحدى الحلول الممكنة هي سحب المياه التي تملأ المدخل وتجفيف أرض المغارة، وهو ما سيسمح للزوار بالدخول إليها بسهولة ودون الحاجة للغوص.
كما نوه بوجود هوة طبيعية على بُعد نحو 800 متر داخل المغارة، ويمكن استغلال هذه الهوة كمدخل إضافي عبر فتحها من الأعلى.
واقترح الدكتور سعيد أيضاً تركيب مصعد زجاجي لنقل السياح من سطح الأرض إلى أعماق المغارة، ما سيعزز من تجربة الزيارة ويجعل التنقل داخل المغارة أكثر سلاسة وأماناً، وأضاف: إن مثل هذا المشروع يمكن أن يشكل إضافة مهمة للبنية التحتية السياحية في المنطقة، ويساعد في جذب المزيد من الزوار المهتمين بالمغامرة والطبيعة.
المزيد من الاهتمام

كما شدد الدكتور إبراهيم على ضرورة أن تولي وزارة السياحة والجهات المعنية المزيد من الاهتمام بمغارة جوعيت وبقية المواقع الطبيعية في المنطقة، وقال: إن المغارة تعد من أهم المعالم السياحية التي لم تُستثمر بعد بالشكل الذي يوازي إمكانياتها، رغم الجمال الفريد الذي تحمله.
وتعتبر مغارة جوعيت نقطة جذب سياحي غير مستغلة إلى حد كبير، وهو ما يستدعي تحركاً سريعاً من قبل الجهات المعنية لتطويرها وجعلها وجهة سياحية رئيسية.
ويرى الدكتور إبراهيم أنه يجب الاهتمام أيضاً بترميم وتطوير البنية التحتية حول المغارة وتدعيمها لتوفير تجربة مريحة وآمنة للزوار، ما سيسهم في تعزيز السياحة البيئية في سوريا، وبحسبه، فإن مغارة جوعيت تمثل فرصة كبيرة لتكون واحدة من الوجهات السياحية الرئيسية التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
إنّ مغارة جوعيت لا تزال تمتلك الكثير من الإمكانيات التي لم تُكتشف بعد، وتحتاج فقط إلى الجهود المدروسة لاستثمارها بشكل يواكب تطلعات السياحة الحديثة ويجعلها واحدة من أبرز المواقع الجيولوجية والسياحية في سوريا.