منتخبنا الوطني أمام مأزق التأهل لكأس العرب في قطر

الثورة – بشار محمد:
يتطلع عشاق منتخبنا الوطني لكرة القدم، بارتياح إلى مباراته القادمة أمام منتخب باكستان، في الثامن عشر من الشهر الجاري، في ملعب جناح إسلام أباد في العاصمة الباكستانية، لحساب الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية، المؤهلة لكأس آسيا، المقررة في السعودية (2027) وذلك بعد تأهل منتخبنا رسمياً إلى النهائيات، متصدراً لمجموعته الخامسة برصيد (12) نقطة، من أربعة انتصارات متتالية، لكنه يتطلع في الوقت ذاته بقلق وخشية لمباراته المرتقبة أمام منتخب جنوب السودان، في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن الملحق المؤهل إلى نهائيات كأس العرب، بنسختها الحادية عشرة المقررة في قطر، خلال الفترة الممتدة من (1) إلى (18) كانون الأول المقبل.

مأزق

الارتياح الأول مرده، أن مباراة منتخبنا أمام باكستان ستكون ضمن أيام الفيفا الرسمية، وسيكون المدير الفني لمنتخبنا خوسيه لانا في موقف مريح، لجهة اختيار تشكيلته الأساسية من اللاعبين المحترفين والمغتربين لزيادة الغلة الرقمية، وتحقيق انتصار متوقع جديد، لن يؤثر على حسابات التأهل التي حسمها منتخبنا، بل سيساهم في تحسين موقعه على لائحة التصنيف الدولي، ويمنحه أيضاً فرصة دعوة لاعبين جدد، ضمن خياراته المحتملة لتدعيم صفوف المنتخب قبل النهائيات الآسيوية التي ستكون امتحاناً حقيقياً لنتاجه الفني مع المنتخب، لاسيما أنه لم يجد نفسه تحت ضغط حقيقي في التصفيات.
وبالمقابل يجد الإسباني لانا نفسه في مأزق حقيقي، لوضع تشكيلة محتملة يخوض بها لقاء جنوب السودان في الملحق العربي، فالمباراة خارج أيام الفيفا الرسمية، وبالتالي عليه التوجه نحو اللاعب المحلي، بالمقام الأول، واللاعب المغترب والمحترف في أمريكا اللاتينية في المقام الثاني، على أمل أن يوجد توليفة مناسبة يضمن من خلالها تحقيق الفوز، والتأهل للكأس العربية لتحقيق مكاسب فنية ومادية لمنتخبنا ولرصيده الفني، خلال مسيرته مع منتخبنا الأول.
المأزق غير المعلن من قبل إدارة منتخبنا الوطني تفضحه منصات التواصل الاجتماعي، وغياب أخبار المنتخب عن الموقع الرسمي لاتحاد كرة القدم، بعد أن احتفل بخبر التأهل الرسمي للنهائيات الآسيوية، لإدراك المعنيين أن نشوة التأهل قد تخرقها أو تخمدها ضياع فرصة التواجد بين كبار المنتخبات العربية في الدوحة، وذلك لحراجة موقف الجهاز الفني لمنتخبنا الذي عليه اختيار توليفة من اللاعبين المحليين الذين يتحضّرون بشكل غير فعّال للدوري الكروي المحلي الذي لم تُحدد انطلاقته بعد، وبالتالي فإن الجهوزية الفنية للاعبين مقلقة وغير مطمئنة، لاسيما أن اعتماد لانا في التصفيات كان على اللاعبين المحترفين والمغتربين، وسيكون عليه البحث عن لاعبين مغتربين في دوريات محددة في أمريكا الجنوبية، ما يعني أننا سنقابل منتخب جنوب السودان بمنتخب مختلف كلياً عن منتخب التصفيات، وهذا بحد ذاته الامتحان الأصعب للإسباني لانا، ولإدارة المنتخب الأول.

منتخب رديف

وفي هذا السياق، لابد أن نُذكّر بأن أبرز المطالبات لتفادي هذا المأزق، كانت بتشكيل منتخب رديف للمنتخب الأول، قوامه من اللاعبين المحليين، تحت إشراف مدرب وطني محلي، بالتنسيق مع الإسباني لانا، وإدارة واحدة للمنتخب، تردم الهوة بين المنتخب الأساسي والمنتخب الرديف، وتتيح للمدير الفني توسيع دائرة خياراته لخوض هكذا مباريات، وأيضاً لخوض النهائيات بدكة بدلاء جيدة وجاهزة، مما يخلق حالة تنافسية نأملها في الدوري المحلي، لحجز اللاعبين المحليين مكانهم بين القائمة الرئيسية للمنتخب في الاستحقاقات القادمة.
المنتخب الرديف فكرة قابلة للتطبيق، شرط توافر النية والدعم، وإيلاء مصلحة المنتخب الأولوية، والتفكير بمستقبل المنتخب، خاصة أننا نعاني شللاً تاماً على مستوى المسابقات المحلية، وبالتالي الفكرة تحتاج لبيئة مناسبة، نفتقدها حتى الآن، لكن الرديف حاجة مُلحّة، وحلّ مثالي ينبغي تطبيقه، أياً كانت الآراء والفروقات بين اللاعب المحلي والمحترف.

نخبة عربية

وفي سياق متصل، فإن الكأس العربية بنسختها الحادية عشرة ستنظم تحت إشراف الاتحاد الدولي الفيفا للمرة الثانية على التوالي، وسيُشارك في النهائيات (16) منتخباً من قارتي آسيا وإفريقيا، حيث تأهلت قطر إلى النهائيات بشكل تلقائي، بصفتها الدولة المضيفة، والجزائر بصفتها بطلة النسخة السابقة، كما تأهلت منتخبات مصر والعراق والأردن والمغرب والسعودية وتونس والإمارات، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي للعبة، أما المقاعد السبعة المتبقية فسيتم تحديدها من خلال مباريات التأهل (بنظام المباراة الواحدة) وفي حال تجاوز منتخبنا منافسه منتخب جنوب السودان، فسيخوض ثلاث مباريات في الدور الأول، الأولى أمام المنتخب التونسي في الأول من كانون الأول، والثانية مع المنتخب القطري المضيف، في الرابع من كانون الأول، والثالثة في السابع منه، حيث يلتقي بالفائز من مباراة ليبيا وفلسطين التي تقام في الملحق المؤهل بدور المجموعات.

سوء طالع

وفي شأن متصل، يرى البعض من المتابعين لمسيرة منتخبنا الوطني، أنه يعاني من سوء طالع، نتيجة غياب مجلس لإدارة شؤون كرتنا الوطنية، والاكتفاء بمهام لجنة استشارية موجودة على الورق، استقالت للتفرغ لتطلعاتها الانتخابية، في وقت تحاول الأمانة العامة للاتحاد القيام بأدوار استثنائية لتلافي العجز البنيوي في هيكلية الاتحاد، وغياب فرق العمل الإداري والفني، نتيجة المأزق الإداري والمالي، وهو ما خلق حالة من الارتباك في العمل، انعكست مباشرة على واقع المسابقات وتحضيرات المنتخبات الوطنية، إضافة لظروف إدارة منتخبنا الوطني فنياً عن بعد، حيث يعمل لانا من خارج الديار، وخياراته لطالما اصطدمت بغيابات اللاعبين للإصابة وللمزاجية، وغياب المحاسبة، ولعل هيمنة واشتداد المعركة الانتخابية لدخول قبة الفيحاء تطغى على سلم الأولويات، وبالتالي تراجعت أهمية الاستحقاقات الفنية لمنتخباتنا أمام الطموحات الانتخابية، مما سيعقّد مشهد منتخباتنا على مختلف المستويات بالحد الأدنى، وسيضع الاتحاد القادم أمام تحديات صعبة، نأمل أن يكون قادراً على النجاح وتجاوز المطبات التي سيواجهها في القريب.

آخر الأخبار
الصحة تفتح أبوابها لكفاءاتها و"منظمة الهجرة " شريك في العودة الشرع يلتقي الجالية السورية في واشنطن: ما الرسائل التي وجهها لمرحلة ما بعد التحرير؟ مساعدات إنسانية أردنية تصل إلى الأراضي السورية في خطوة تعكس تحولاً مفصلياً.. الرئيس الشرع يلتقي ترامب في البيت الأبيض رفع قانون قيصر بداية مرحلة جديدة بفرص استثمارية كبيرة توسع التعامل بالدولار.. هل هو خطوة مؤقتة أم خلل مستمر؟ افتتاح مركز السجل المدني في مدينة العشارة بدير الزور تراجع إنتاج فاكهة الشتاء يدخلها غرفة الإنعاش "المنزول" بحمص.. مشروعات جديدة نهاية العام التسوّل في طرطوس بين الحاجة والاحتيال توريد آليات للنظافة وتعبيد الطرق أعمال خدمية متوازية بريف دمشق إصلاح الكهرباء يبدأ من تحسين الخدمة وضبط الهدر المخلفات المتفجرة خطر يهدد الحياة بعد الحرب منازل ذكية وراحة رقمية بـ "كاميرا خفية" في كل زاوية غرفة صناعة دمشق تطالب بتعديل قانون الطاقة البديلة "الناس للناس" .. حين تتحول الإرادة إلى إبداع رشة سكر.. مشروع حلويات بنكهة الحب والإصرار الكشف المبكر عن سرطان الرحم يساعد في الشفاء التام تطبيقات كارثية شهاداتٌ على الرف.. والتدريب طريق العبور