الثورة _ منهل إبراهيم :
يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع ،الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، في “البيت الأبيض”، في أول زيارة لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ عقود، فيما يمثل تحوّلاً تاريخياً في الملف السوري.
وتأتي هذه الزيارة في سياق رؤى متجددة حول علاقة دمشق بالعالم، إذ يناقش الجانبان خطوات رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، إلى جانب انضمام دمشق رسمياً إلى التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش”، فضلاً عن ملفات سياسية واقتصادية وأمنية.
وكشفت وكالة “رويترز” البريطانية، اليوم الاثنين، أنّ لقاء الشرع-ترامب يمثل تتويجاً لعام حافل بسعي الشرع لإنهاء عزلة سوريا دولياً.
ومن المتوقع أن يُحتل الملف الأمني رأس أولويات النقاش، إلى جانب البنود الاقتصادية، في حين تتوسط الولايات المتحدة حالياً محادثات بين سوريا وإسرائيل بشأن اتفاق أمني محتمل، مع مخطط لإنشاء وجود عسكري أميركي في قاعدة جوية قرب دمشق.
وقالت “رويترز”، إن لقاء الرئيس أحمد الشرع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في “البيت الأبيض” اليوم الاثنين يتوج عاماً مفصلياً.
مشيرة إلى أن “الرئيس الشرع يقوم بزيارات خارجية منذ توليه القيادة في سوريا، بإطار سعيه لإنهاء عزلة سوريا الدولية”.
منذ بداية عام 2025، شهدت سوريا تغيّرات جوهرية، حيث تمّ إقرار إعلان دستوري مؤقت يقضي بخمس سنوات من الانتقال، بينما بدأت دمشق إعادة بناء علاقاتها الإقليمية والدولية، من الخليج إلى تركيا إلى الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار، صعد الشرع، الذي كان أحد قادة المعارضة السورية ضد نظام الأسد المخلوع، إلى موقع الرئيس، وأشرَف على مرحلة انتقالية تضع الأمن وإعادة الإعمار في صلب الأولويات.
إن ما يجعل هذا اللقاء جديراً بالمراقبة هو ما بعده: ماذا سيأتي بعد رفع العقوبات؟
وما هي آلية انخراط سوريا في التحالف الدولي ضد “داعش”؟ وهل ستشمل إعادة إعمار البلاد استثمارات دولية كبيرة؟
بنك العالم مثلاً قدّر تكاليف إعادة الإعمار بمليارات الدولارات، كما أن تركيز الحوار على السلام وفتح القنوات الاقتصادية يعطي فرصة لإعلام عربي يُنشط دوره في تسليط الضوء على حلول، تساؤلات، وتوقعات بدل الانغماس في حالة ثابتة من الأزمة.
هذا اللقاء بين ترامب والشرع يحمل -بحسب محللين- رسالة مزدوجة:
-أولاً أن سوريا، بعد أعوام من العزلة، تحاول استعادة مكانها الدولي وثانياً أن القيادة السياسية السورية اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تركز على تغطية هذا التحول من منظور بنّاء – يبحث عن “ماذا بعد؟”.